الموقع قيد التحديث!

نشاطات طائفيّة 10\2024-4\2025

majles
بقلم المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى
قسم العلاقات العامّة

في زيارة تاريخيّة: الطّائفة الدّرزيّة في البلاد تستقبل وفدًا من مشايخ سوريا  

استقبل يوم الجمعة 14.3.2025 عشراتُ الآلاف من أبناء الدّرزيّة في البلاد الوفدَ السّوريّ الّذي حلّ ضيفًا مكرّمًا من حضر والإقليم وجبل الشّيخ على جولس ثمّ على مقام سيّدنا النّبيّ شعيب عليه السّلام في حطّين، وذلك بعد انقطاع دام 51 عامًا.

وكانت مراسم الاستقبال الأولى قد عُقدت في مزار سيّدنا الشّيخ أبي يوسف أمين طريف (ر) بحضور آلافِ المشايخ وممثّلي كافّة الطّوائف ورجالات المجتمع في البلاد، حيث اكتظّت شوارعُ جولس بالحشود المؤلّفة الّتي عبّرت عن الفرحة بهذه الزّيارة الدّينيّة التّاريخيّة.

في خطابه الاستقباليّ، رحّب سماحة الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة جمعَ الحضور، وتحدّث بكلمةٍ وافية عن المعاني لهذه الزّيارة توحيديًّا، تاريخيًّا وإنسانيًّا، متأمّلًا أنْ تكون فاتحة خير لزيارات قادمة متبادَلة لكافّة أبناء الطّائفة في أماكنها المقدّسة، في السّويداء وخلوات البيّاضة وبلاد الشّوف، مُناشدًا أبناء الطّائفة بوحدة الصّفّ في كلّ مكان، عبر هذه الكلمات الكبيرة ذات المعنى:

“فعلى ماذا نعوُّل أيّها الجمعُ الكريم إنْ لم يكُن على وحدتِنا المرجوّة عملًا بفريضة حفظِ الإخوان، وبماذا نثقُ إنْ لم يكُن بأهميّةِ الالتفاف حول هويّتِنا الّتي هي الضّمانُ وصمّامُ الأمان، وكيف نرتجي العزّةَ إنْ لم نَقُل كلمةَ الحقِّ بكلّ بسالةٍ وبلا هوان؟ فليس لنا أيّها الإخوة في زمن التّشتّت والتّنازعِ هذا، إلّا أنْ نكونَ نفْسًا واحدًا في أجساد متعدّدة، وأصحاب أعمال ومساعٍ بنوايا الخيرِ متّحدة، فلا تهزمُنا إنْ كانَ اللهُ معنا عواصِفُ التّغيير إنْ تبدَّتْ، ولا تُضعفنا إذا تآلفنا وتوحّدنا جميعُ المحنِ والامتحاناتِ وإنْ طالَتْ واشتدّتْ”

كما وتطرّق سماحته إلى التّطوّرات الأخيرة الحاصلة في المنطقة مُصرّحًا:  “تأتي الزيارة في حقبةٍ تاريخيّةٍ دقيقةٍ ذاتِ تغييراتٍ وتحوّلات، نُعلنها بلا رَيْبٍ وعلى رؤوس الأشهاد: لسنا دعاةَ سياسة بل حاملي أمانة، نطمحُ من خلالِها كأصحابِ ذمّةٍ ومسؤوليّةٍ لحفظِ كيانِ الطّائفةِ الدّرزيّة في بلادِنا وفي دول الجوار، مؤمنين بأهميّة إيصالِ صوتِنا المعروفيّ ووضعِ بصمتنا الطّائفيّةِ الخاصّة في التّأثير على مُجريات الأحداث، ساعِين من خلال ذلك لإحقاق الحقّ ونَيْل الحقوق، والحفاظِ على أهلنا وإخواننا الموحّدين في كلّ مكان من كلّ شرٍّ ومكروه وعُقوق.

كُنّا قد صرّحنا ولا نزال: الطّائفة الدّرزيّة حلقةُ أساسيّةٌ ومفصليّةٌ من سلسلةِ تماسُكِ الدّولة السّوريّة، فإنْ هي ضَعُفَتْ أو كُسِرَت، تقطّعتِ السّلسلةُ جميعُها، وانهارَ الوطنُ المحتاج إلى تكاتُفِ جميعِ أبنائِهِ وأطيافِهِ، ليقف صامدًا في وجهِ التّحدّيات.

فلا أملَ حقيقيّ بالتّغيير المنشود دونَ دمجِ الطّائفةِ الدّرزيّةِ في مؤسّسات الدّولة السّوريّة المدنيّة، كغيرها من باقي الطّوائفِ والمجموعاتِ بغير استثناء، إذ كانَ احترامُ الخصوصيّات وضمان الحُريّات وعلى رأسها حريّة الدّين، هي أُولى ما تنصُّ عليه المواثيق الدّوليّة، ويُنادي به كلُّ عاقلٍ ذي فكرٍ ومسؤوليّة.

عيونُنا من هنا، ترنو هذا اليوم كما في كلّ يومٍ، نحو السّويداء وإقليم البلّان ومنطقة جرمانا وجبلِ السّمّاق، وأنظارُنا ترقُبُ ما ستؤولُ إليه المستجدّاتُ والأوضاع، راجين كلّ الرّجاء أنْ نرى شمسَ سوريا تشقُّ غطاءَ ظُلمَتِها، وتنهضُ بعزمٍ بعدَ طول انتظار لتستعيد ازدهارَها وعزَّتها، مع حفاظِها على نسيجها المجتمعيّ والدّينيّ المترابط، الّذي يذكرّنا بواقعِ ما تحملُهُ فسيفساءُ بلادِنا المقدّسة، من تنوُّعٍ بشريٍّ وإنسانيّ بديعِ الصّورةِ والجمال”

أمّا كلمة الوفد، فألقاها كُلٌّ من الشّيخيْن الجليليْن أبو سلمان كنج طويل وأبو نبيه شاهين حسّون، اللّذيْن شكرا باسم الوفد هذا الاستقبال التّاريخيّ، مثمّنين موقف أبناء الطّائفة في البلاد لنصرة إخوانهم الموحّدين في سوريا. كما وتخلّلت المراسم كلماتٍ ألقاها السّيّد حسام كبيشي رئيس مجلس جولس المحلّيّ، ممثّلًا عن رؤساء المجالس المحلّيّة الدّرزيّة ومرحّبًا بالوفد وبالحضور، تلاهُ عضو البرلمان السّيّد حمد عمّار الّذي رحّب بالحضور باسمه وباسم زميله عضو الكنيست عفيف عبد، وسائر أعضاء البرلمان الدّروز السّابقين. هذا وتوجّه الوفد بعد اختتام الاستقبال بموكبٍ مهيب إلى مقام سيّدنا النّبيّ شعيب عليه السّلام في حطّين، حيث انتظره عشراتُ الآلاف من أبناء وعائلات الطّائفة من الجليليْن والجولان والكرمل. هناك، حيث أقيمت الصّلوات الدّينيّة بمشاركة آلاف المشايخ الّذين ابتهلوا لحلول السّلام عمّا قريب، ليلتقي بعدها العشراتُ من أعضاء الوفد بأقربائهم وعائلاتهم من كافّة القرى بعد طول انقطاع، في مشاهد إنسانيّة مؤثّرة ومعبّرة.

بيانٌ لسماحة الشّيخ موفق طريف بعد أُسبوعٍ على الزّيارة الحضريّة الثّانية إلى المقام الشّريف

بسم الله الرّحمن الرّحيم

 إخواني الموحّدين في كلّ مكان،

أسبوعٌ مضى على الزّيارة التّاريخيّة لأهلنا ومشايخنا من حضر وإقليم البلّان إلى مقام سيّدنا النّبيّ شعيب عليه السّلام بعد انقطاع دام 51 عامًا.

لقد أشغلت هذه الزّيارة الدّينيّة التّاريخيّة الرّأي العام محليًّا ودوليًّا، لامسين محاولاتٍ فاشلة من قِبَل بعض ضعفاء النّفوس لاستغلال الحدث من أجل المساس بموقع وكيان الطّائفة في البلاد بطرق عدّة.

بتدبيره تعالى وبحُسن النّيّات، حقّقت الزّيارة غاياتها الدّينيّة والإنسانيّة المرجوّة، وأثبتت للقاصي والدّاني عُمق العلاقة المتينة الثّابتة الّتي تربط الموحّدين على امتداد التّاريخ.

هذه العلاقة الّتي شهدناها تتجلّى عبر لقاءاتٍ جمعت الأخ بأخيه، والابنة بأبيها بعد انقطاعٍ دام أعوامًا طويلةً، لتثبت أنّها علاقةٌ شريفةٌ مقدّسة لا تحدّها حدودٌ ولا أسلاك، ولا تعبث بها أهلُ الدّنيا والسّياسات، فالدّم واحد والقلب واحد والمصير التّوحيديّ واحد، وهو فوق كلّ السّياسات والاعتبارات.

في ظلّ هذه الزّيارة التّاريخيّة، كنّا ولا نزالُ نتطلّع لمزيد من مثل هذه الزّيارات المتبادلة، مؤكّدين على الحقّ الأساسيّ لأبناء الطّائفة أينما وُجدوا في التّواصل واللّقاء، راجين أن يستطيع إخواننا من كافّة دول المنطقة زيارة مقام سيّدنا النّبيّ شعيب عليه السّلام.

يشهد على ذلك ما لمسناهُ من إجماعٍ شبه تامّ، حتّى من قِبَل الّذين أبدوا في البداية تحفّظًا معيّنًا، على أهميّة هذه الزّيارة المباركة وما فيها من معانٍ دينيّة وروحيّة عظيمةِ الأثر.

إخوتي وأخواتي،

لا يخفى على أحد ما أحدثتهُ الزّيارة من نقاشاتٍ ومداولات، ومحاولات عرقلةٍ كان لها الكريمُ العليمُ بالمرصاد.

ما من شكّ أنّ هناك من لا يريدُ وحدة الطّائفة الدّرزيّة، ومن يعمل على خلق قلاقل ودقّ أسافين بين أبنائها، مع استغلال بعض الظّروف القاسية الصّعبة الّتي تواجُه قسمًا من النّاس.

 من هنا، لا بدّ من التّوجّه إلى كافّة أبناء الطّائفة أينما كانوا، مناشدينكم بعدم الانزلاق إلى جدالات أو نقاشات لا تخدمُ إلّا التّفرقة.

علينا أنْ نعي أنّ هناك من يتربّص لإحداثِ شرخٍ في الموقف الدّرزيّ العام ويحاول تأجيج الفتن الّتي نحن في غنى عنها.

كما كنّا قد صرّحنا وعبّرنا فوق كلّ منبر: نريد ونرجو الوحدة لسوريا على كافّة مركّباتها ومناطقها. نريدُ للشّعب السّوريّ وللدّولة السّوريّة أن تكون دولةً مدنيّة وديمقراطيّةً تحقّق العيش الكريم لكافّة سكّانها، وتمنح كافّة الحقوق والشّراكة لأبناء الطّائفة ولكافّة مناطقها ومواطنيها، لتعيش بسلام وتنعم بالوئام مع كافّة دول الجوار والمنطقة.

هذا هو رجاؤنا أيضًا للدّولة اللّبنانيّة بكامل شعبها وطوائفها وأطيافها، متمنّين لها العيش بأمن وكرامة ووفرةٍ من التّوفيق والحقوق.

إلى جانب كلّ هذا، نعترفُ دون وجلٍ أو خجل أنّنا نريدُ ونسعى لأنْ تبقى طائفتنا الدّرزيّة سبّاقةً ومؤثّرةً أينما كانت. إذا اقتضت الضّرورة وضاقت الأحداث، سنهبّ لمساندة ودعم الطّائفة في أيّ دولةٍ كانت والتّاريخ على ذلك خير شاهد ودليل. هذا، مع احترام قراراتهم والامتناع المسؤول عن التّدخّل في شؤونهم الدّاخليّة الخاصّة كما فعلنا حتّى الآن.

عليه، أتوجّه إليكم إخوتي وأخواتي أبناء الطّائفة الدّرزيّة لنبقى دائمًا وأبدًا يدًا موحّدةً واحدة وإن بعدت المسافات. تعالوا بنا نعمل على تقريب القلوب فيما بيننا وأن نترفّع عن صغائر الأمور.

لا شكّ أنّه وكما هو الحال في كلّ مجتمعٍ متحضّر، لا بدّ لنا أيضًا من وجود نقاشات واختلافٍ في الآراء والتّوجّهات، ولكنّنا مُطالبون في ذات الوقت بالحفاظ على مستوى لائقٍ من الحوار والنّقاش البنّاء، والابتعاد عن الشّخصنة وإهانة الرّموز الدّينيّة عبر وسائل التّواصل الاجتماعيّ وأمام الرّأي العام. علينا أن نتذكّر ونراعي ما يحملهُ شيوخ الطّائفة ومرجّعياتها في كافّة البلدان من مسؤوليّات وهموم كبيرة، وما يتحمّلونه صبرًا من أجل تأديةِ رسالاتهم الدّينيّة الّتي يصادفون في سبيل تحقيقها كثيرًا من المضايقات والتّضييقات.

تحت طائلة هذه الأحوال، يتوجّبُ علينا أن نُراعي ظروفهم، ونتوخّى الحكم عليهم وعلى فعلِ ما يتّخذون من قراراتٍ من بعيد، مستذكرين النّصيحة التّوحيديّة الثّابتة: “يرى القريب ما لا يرى البعيد”.

يجبُ علينا أن نعي بمسؤوليّة: مهما اختلفت الآراء واحتدمت النّقاشات، سيظلّ نداء “يا غيرة الدّين” دستورًا تاريخيًّا توحيديًّا، يذكّرنا بواجبنا الطّائفيّ في مؤازرة إخواننا الموحّدين أينما كانوا، متغاضين ومترفّعين عن مواطن الاختلاف والنّقاش.

كونوا على ثقة أنّ المرجعيّات الدّينيّة والرّوحيّة تعملُ ليل نهار وفي كافّة الأقطار، بتواصلٍ وتعاون دائم، من أجل تحقيق مصلحة الطّائفة وفقًا لمقتضى الحاجة ولتداعيات الظّروف.

نجدّد الرّجاء بجمع الشّمل وتجديد اللّقاء عمّا قريب في رحاب مقام سيّدنا النّبيّ شعيب عليه السّلام.

أخوكم موفق طريف، الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة

جولس، السّبت الموافق 22.3.25.

مشروعٌ جديدٌ ورياديٌّ لمؤثّرين ومؤثّرات من أبناء الطّائفة الدّرزيّة

ضمن تعاون مشترك بين المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى ومنظمّة ADL الأمريكيّة (رابطة مكافحة التّشهير) وصندوق كونارد أدنوار الألمانيّ، انطلقَ في مقام سيّدنا الخضر عليه السّلام في كفر ياسيف في تاريخ 5.12.2025، مشروعٌ جديدٌ ورياديٌّ لمؤثّرين ومؤثّرات من أبناء الطّائفة الدّرزيّة حول تحدّيات الطّائفة في البلاد، وسبل العمل لإيجاد الحلول المهنيّة ووضع خطّة عمل للنّهوض بالمجتمع.

خلال اللّقاء الافتتاحيّ، عرض سماحة الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة رؤياهُ المستقبليّة للمشروع، مُشيدًا بالتّعاون الحاصل بين كافّة شرائح المجتمع الدّرزيّ، مع منظّمات دوليّة ذات خبرة واسعة المجال. كما وأكّد سماحته على ضرورة شقّ طرق جديدة ومبتكرة في كافّة المجالات وخصوصًا التّعليم العالي، وتوسيع أسواق العمل والصّناعات، مع مساواة خامات الطّائفة وطاقاتها دعمًا لانخراطها الفعليّ في شتّى المجالات.

من جهتها، عبّرت المديرة العامّة لمنظّمة ADL كارول نوريئيل عن سرورها بالعمل المشترك مع الطّائفة، مُثنيةً على الإقبال الّذي شهدهُ المشروع مع استقبال أكثر من مئة طلبٍ للتّسجيل، تمخّضت عن اختيار 20 شخصٍ بعد التّصفيات الحثيثة.

هذا وأكّدت على التزامها بالعمل المنظّم مع المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى على إطلاق أفواجٍ مستقبليّة مُماثلة، متطرّقةً إلى تجربة المنظّمة حول أنحاء العالم في العمل الجماهيريّ، وخاصّةً في مجالات تحصيل الحقوق والتّنمية المجتمعيّة.

يُذكر أنّ المشروع سيستمرّ على مدار أربعة أيّام دراسيّة كاملة، سيتمّ خلالها مناقشة كافّة المواضيع المتعلّقة بالطّائفة بمشاركة مختصّين ومهنيّين، على أن يتمّ بعدها تقديم مقترحات وأوراق عمل وخطط للمتابعة.

سماحة الشّيخ في لقاء مع رئيس دولة الإمارات العربيّة المتّحدة

في لقاء تاريخيّ في 7.12.2024 سماحة الشّيخ موفق طريف يلتقي برئيس دولة الإمارات العربيّة المتّحدة صاحب السّموّ الشّيخ محمد بن زايد آل نهيان. يُذكر أنّ سماحة الشّيخ قد زار دولة الإمارات بمناسبة عيد الاتّحاد ال 53 لدولة الإمارات العربيّة المتّحدة، متمنّيًا للإمارات شعبًا وقيادة دوام التّقدُّم والازدهار.

سماحة الشّيخ في لقاء مع رئيس الحكومة

اِلتقى ظُهر يوم الخميس 12.12.2025 الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة سماحة الشّيخ موفّق طريف برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لمناقشة التّطوّرات الأخيرة في سوريا وتأثيرها على الطّائفة الدّرزيّة في الشّرق الأوسط.

خلال اللّقاء، أكّد سماحتُهُ على ضرورة حفظ وتثبيت الأمن في المناطق الدُّرزيّة جنوبيّ سوريا، ومنع وصول المنظّمات المتطرّفة والإرهابيّة إليها.

من جهته، أكّد رئيس الحكومة لسماحته التزام دولة إسرائيل تجاه الطّائفة الدّرزيّة، مشدِّدًا على كون الدّروز مركّبًا مركزيًّا في استتباب الأوضاع الأمنيّة في سوريا.

سماحة الشّيخ في مؤتمر رؤساء الأديان في البلاد

شارك سماحة الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة في مؤتمر رؤساء الأديان في البلاد، والّذي عُقد في تاريخ 12.12.2024 بحضور وزير الدّاخليّة موشيه أربِل، وزير الأديان ميخائيل ملكيئيلي، الحاخمان الرّئيسيّان في البلاد، د. إياد زحالقة قاضي محكمة الاستئناف الشّرعيّة، سيادة المطارنة يوسف متّى ورفيق نهرا عن الكنائس المسيحيّة، وعشرات من الشّيوخ والكهنة والآباء.  وتطرّق سماحته خلال مداخلته إلى القيم الإنسانيّة-الأخلاقيّة-الإلهيّة العابرة للأديان، واصفًا إيّاها بالبوصلة الّتي تضمنُ حفظ حقوق الإنسان، كلّ إنسان، بغضّ النّظر عن هويّته ودينه وعرقه، مشدّدًا على ضرورة التّعاون والعمل المشترك بين كافّة القيادات وأصحاب التّأثير لبثّ روح المحبّة والتّسامح بين كافّة سكّان البلاد والعالم، وداعيًا إلى إنهاء الحروب وإحلال السّلام حفاظًا على كافّة شعوب المنطقة.

هذا ورافق سماحته إلى المؤتمر عدد من الأئمّة، وقاضي المحكمة الدّينيّة الدّرزيّة الشّيخ كمال قبلان، والّذين شاركوا بدورهم في الجلسات المهنيّة في المؤتمر.

لقاءٌ طائفيٌّ جامع لقيادات الطّائفة الدّرزيّة في البلاد حول أوضاع أبناء الطّائفة في سوريا

عُقد صباح السّبت 14.12.2024 في مقام سيّدنا النّبيّ الخضر عليه السّلام في كفر ياسيف، لقاءٌ طائفيٌّ جامع لقيادات الطّائفة الدّرزيّة في البلاد حول أوضاع أبناء الطّائفة في سوريا، في ظلّ التّطوّرات والتّغييرات الإقليميّة الأخيرة.

في مطلع حديثهِ، شدّد سماحة الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة على أهميّة وحدة الصّفّ وتبنّي موقفٍ واحد لدعم الإخوة في سوريا عملًا بفريضة حفظِ الإخوان، ومساندة موقفهم دوليًّا، مع حفظِ وحماية المناطق الدّرزيّة هناك، وتأمين التّنسيق والعلاقات الطّيّبة مع كافّة الدّول والهيئات العاملة في الأراضي السّوريّة، مع التّأكيد على احترام خصوصيّتهم الدّاخليّة عملًا بالمبدأ التّوحيديّ القائل: “يرى القريب ما لا يراهُ البعيد”.

وأكّد سماحتُهُ أنّ الموحدين الدّروز كانوا منذ مطلع التّاريخ مُركّبًا أساسيًّا من لَبِنات الاستقلال السّوريّ، وعليهم بالتّالي أنْ يكونوا جزءًا من أيّ عمليّةٍ سياسيّة هناك، دون تهميش دورهم، على الرّغم من الضّبابيّة المقلقة الّتي تسود سوريا خلال الفترة الحاليّة.

هذا، وتخلّل الاجتماع تبادلَ آراء وعرضًا لوجهات نظر الحاضرين، من بينها مداخلةٌ لرئيس منتدى السّلطات المحلّيّة الدّرزيّة ورئيس مجلس كسرى سميع السّيّد ياسر غضبان، وأخرى لعضو الكنيست السّيّد حمد عمّار.  وأجمع الحاضرون على موقف رسميّ موحّد لأبناء الطّائفة في البلاد (بعيدًا عن بعض الأصوات المحلّيّة الفرديّة الّتي تؤثّر سلبًا على أبناء الطّائفة في سوريا)، وفيه تأكيد على مساندة إخوانهم في سوريا بكافّة الوسائل والطّرق وفقًا لدواعي الضّرورة، راجين حلول السّلم والسّلام لكافّة سكّان سوريا على اختلاف طوائفهم ودياناتهم، مع إنشاء نظامٍ جديد يضمّن العيش الكريم لما فيه مصلحة الشّعب السّوريّ وإعادة الخير لسوريا جمعاء. هذا وحضر الاجتماع الطّائفيّ كلٌّ من سُيّاس الخلوات، رؤساء مجالس محلّيّة، أعضاء برلمان، أعضاء المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى، الأئمّة وجهاتٌ رسميّة، اجتماعيّة وشعبيّة من كافّة القرى الدّرزيّة.

موقفٌ تأبينيّ للمرحومين الشّيخَيْن: أبو يوسف سلمان منذر وأبو حسن سليمان الخطيب

أقيم صباح السّبت 28.12.2024 في قرية عين قنيا الجولانيّة موقفٌ تأبينيّ للمرحوميْن الشّيخَيْن: الشّيخ أبي يوسف سلمان منذر من بزبدين لبنان، والشّيخ أبي حسن سليمان الخطيب من قلعة جندل سوريا، وذلك بحضور مئاتٍ من الجليليْن والكرمل والجولان.

في كلمته التّأبينيّة المعبّرة، عدّد سماحة الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة مزايا وخصال المرحومَيْن، مع صدقِ ديانتهم وحُسن سيرتهم الّتي هي نعمَ الموروث لجميع رجال الدّين وأبناء الطّائفة في لبنان وسوريا وفي كلّ مكان.

هذا، وتطرّق سماحته خلال كلمته إلى الأوضاع في سوريا قائلًا:

“في ظلّ ما يمرّ على إخواننا في سوريا من مرحلةٍ مصيريّة ضبابيّة، لا بُدّ من التّأكيد على الدّور الأساسيّ والمركزيّ للطّائفة الدّرزيّة في تاريخ سوريا، خلال الماضي والحاضر والمستقبل، مع رسوخ اليقين أنّ سوريا لن تنعم يومًا بالهدوء والطّمأنينة إذا لم تُحفظ مكانة الطّائفة وكيانها مع حقوقِ أبنائها في قُراهم وتجمّعاتهم السُّكّانيّة، بدءًا من السّويداء وجرمانا والإقليم وجبل السّمّاق.

نعودُ ونكرّر أنّنا نقفُ صامدين صادقين لخدمة إخواننا ومشايخنا وأهلنا في سوريا وفي كلّ مكان، إقليميًّا وعالميًّا، عملًا بالفريضة الأخلاقيّة الدّينيّة المتمثّلة بحفظ الإخوان.

نساندهُم مساندةَ الإخوة في الإنسانيّة والمبادئ والدّين، دون التّدخّل بشؤونهم الدّاخليّة الخاصّة، الّتي هي حكرٌ عليهم وعلى قياداتهم الّتي نثقُ بها وببُعد نظرتها إلى أبعد الحدود.

نجدّد دعوتنا إلى كافّة الإخوان والأهل في سوريا، لتوحيد الصّفوف بالتآلف والتّصافي والتّسامح والتّغاضي، مستذكرين أنّنا غالبون منتصرونَ إذا تصافيْنا وتجمّعنا، ومُوفّقون مُسدّدون إذا التحمنا وتعاضدنا، فبالشكر تدوم النّعم، ولا شكر أبلغ من التّصافي والتآلف وإفشاء العدل والسّلام. نرجو وندعو للباري عزّ وجل من أجل كافّة مواطني ومناطق سوريا بحلول السّلام والحرّيّة والعدل والمساواة”.

سماحة الشّيخ يرسل تعزية بوفاة المرحوم الشّيخ أبو سهيل غالب قيس

سماحة الشّيخ يلتقي بالأمين العام للأمم المتّحدة

التقى سماحة الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة بالأمين العام للأمم المتّحدة “أنطونيو غوتيرش” في مقرّ الجمعيّة العامّة في نيويورك في تاريخ 12.1.2025.

وتمحور اللّقاء حول التّطوّرات الإقليميّة في الشّرق الأوسط، بعد التّغييرات الجيوسياسيّة الأخيرة في دول المنطقة.

خلال اللّقاء، عرض سماحة الشّيخ للأمين العام وجهة نظره الرّامية إلى مركزيّة الطّائفة الدّرزيّة ومكانتها التّاريخيّة في سوريا ودول الجوار، مؤكِّدًا على وجوب إقامة نظام ديموقراطيّ يحفظ حقوق الإنسان الأساسيّة، ويتماشى مع معالم الدّولة المدنيّة الّتي تضمن حفظ حقوق كافّة سكّان سوريا على اختلاف انتماءاتهم ومناطق سكناهم، مع إتاحة الفرصة أمامهم لتمثيل صوتهم بشكلٍ فعّالٍ في الحكم، إلى جانب الحفاظ على خصوصيّات ومميّزات الطّائفة الدّرزيّة هناك.

في ذات السّياق، طالب سماحتُهُ الأمينَ العام بتنشيط دور الأمم المتّحدة في المرحلة الانتقاليّة الّتي تشهدها سوريا، مناشِدًا بمواكبة تطبيق القرارات الأمميّة وإقرار دستور عادل وإقامة مجلس وطنيّ يضمن التّمثيل لكافّة أبناء الشّعب السّوريّ، من أجل النّهوض بالدّولة السّوريّة وإعمارها.  هذا وطالب سماحتُهُ أيضًا بإجراء اتّصالات بين المبعوث الأمميّ لسوريا “بيترسون” وبين القيادات الدّرزيّة في سوريا ومحاورتهم بشكل مباشر، إضافةً إلى ضمان وصول المعونات الدّوليّة إلى السّويداء وقراها مع إقامة مشاريع حيويّة للإنماء بالتّعاون مع السّكّان هناك.

من جهته، أعرب الأمين العام “جوتيرش” عن سروره بهذا اللّقاء المُثري، وأثنى على الدّور المركزيّ الهامّ للطّائفة الدّرزيّة في كافّة دول المنطقة، مؤكِّدًا تأييد الأمم المتّحدة لموقف الطّائفة الدّرزيّة في سوريا من أجل مصلحة الدّولة السّوريّة وكافّة أبنائها، ووعد بإصدار تعليماته لمبعوثيْه في المنطقة عمّا قريب لمتابعة القضايا المطروحة وتطبيقها على أرض الواقع.

هذا وتمّ مناقشة قضايا شرق أوسطيّة هامّة ومتعدّدة، حيث أكّد الطّرفان خلال الجلسة على سرورهما بانتخاب رئيس جديد للدّولة اللّبنانيّة بعد سنواتٍ من الفراغ السّياسيّ، مُعربين عن أملهما بجعل هذا الانتخاب انطلاقةً جديدة للشّعب اللّبنانيّ على كافّة أطيافه، وضمانًا لاستقرار وازدهار طويل الأمد. كما وعبّرا عن أملهما بإعادة المخطوفين في أسرع وقتٍ وإنهاء الحرب الدّائرة والمستمرّة منذ أكثر من 15 شهرًا، لما يصبّ في مصلحة الشّعبيْن الإسرائيليّ والفلسطينيّ، وتثبيت وقف إطلاق النّار على الحدود الإسرائيليّة اللّبنانيّة بشكل دائم، مع إنعاش عمليّة السّلام في المنطقة بأسرها..

سماحة الشّيخ في زيارة رسميّة للقاءات في الولايات المتّحدة الأمريكيّة

ضمن زيارته للولايات المتّحدة الأمريكيّة، عقد سماحة الشّيخ موفق طريف في واشنطن سلسلة لقاءاتٍ مع مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكيّة الحاليّة والجديدة، وتباحثوا حول قضايا شرق أوسطيّة في ظلّ المستجدّات والتّغييرات الحاصلة في المنطقة خلال الأشهر الأخيرة.

كما والتقى سماحته في ذات الشّأن مع أعضاء من مجلس الشّيوخ الأمريكيّ (السّينات) وقدّم أمامهم مداخلةً شاملةً في مركز أبحاث رئيسيّ في العاصمة الأمريكيّة.

وعرض سماحةُ الشّيخ خلال لقاءاته ومداخلاته تصوّرَهُ ووجهة نظرة للتّغييرات الأخيرة الحاصلة، موضِّحًا أنّ للطّائفة الدّرزيّة خصوصيّات ودورًا مركزيًّا في كلّ دولةٍ ودولة من الشّرق الأوسط، في حين يتمّ التّنسيق بين كافّة أبناء الطّائفة أينما كانوا لضمان الكيان التّوحيديّ الدّرزيّ، والحفاظ على أساسيّاته وتعاليمه.

دورة تأهيل الشّباب الدّروز للعمل في الهايتك

عُقد في مقام سيّدنا النّبيّ الخضر عليه السّلام في كفر ياسيف في تاريخ 18.1.2025، مراسم اختتام لدورة التّأهيل الخاصّة بالشّباب الدّروز للعمل في كُبرى شركات الهايتك في البلاد.

وتأتي هذه الدّورة ضمن برنامج خاصّ بعنوان 5TECH، وُضع بتعاون مشترك بين المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى، صندوق بورتلاند، شركة الفنار ومراكز ريان، حيث جرى التّعليم في مقام سيّدنا الخضر عليه السّلام على مدار عدّة أشهر، والانخراط في سوق العمل بشكلٍ مباشر.

في الاحتفال الختاميّ، هنّأ سماحة الشّيخ موفّق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة الخرّيجين وذويهم على التّخرّج وبدء العمل في شركات رائدة، منوّهًا في كلمته إلى أهميّة الجمع بين الدّين والعلم، مع الحرص على العادات والتّقاليد المتّبعة، وهو ما يُحتّم بذل الجهود من أجل تطوير البرنامج وتوسيع رقعته، مع ضمان بيئة تعليم وعمل ملائمة للشّباب المتديّنين. كما وتحدّث السّيّد ياسر غضبان رئيس مجلس كسرى سميع المحلّيّ ورئيس منتدى السّلطات المحليّة الدّرزيّة، مُشيدًا بالمشروع الرّياديّ ومثنيًا على جهود سماحة الشّيخ موفّق طريف للنّهوض قدمًا بالطّائفة في شتّى المجالات. وتخلّل الحفل مداخلات لمدير صندوق بورتلاند رامي شفارتس تطرّق فيها إلى سيرورة العمل مع الطّائفة الدّرزيّة بدءًا من مشروع لوتوس للفتيات المحافظات منذ عدّة سنوات والمشروع الحاليّ، ومداخلة لمهندس الحاسوب يوسف حمّود مدير المشروع، وأخرى للسّيّدة ريم سعد مديرة التأهيل المهنيّ – لواء الشمال في مراكز “ريّان”، ومداخلة لممثّل شركة NOVA الّتي تعمل على استيعاب أبناء الطّائفة للعمل ضمنها.

كما وتحدّث باسم الخرّيجين الشّيخ شبل يوسف الشّيخ من عسفيا والشّابّ عنان حسين من يركا، معبّرين عن التّجربة العلميّة والمهنيّة ضمن هذا المشروع المميّز.هذا وشارك في الحفل رئيس مجلس أبو سنان المحليّ السيّد سيف مشلب، رئيس مجلس ساجور المحلي السّيّد جبر حمود، مدير عام شركة الفنار السّيد أيمن سيف، شيوخ وأئمة، أعضاء مجلسيّ إدارة بورتلاند و 5TECH وممثّلون عن شركات الهايتك الدّاعمة للمشروع.

يُذكر أنّه تمّ دمج قسم كبير من الخرّيجين في شركات كبرى مثل:

Cognyte , Nova , Biosense-Webster  ,SeaLights

هذا وتمّ الإعلان عن بدء التّسجيل لدورة تأهيل جديدة سيتمّ فتح الباب للتّسجيل إليها خلال الأشهر المقبلة.

سهرةٌ دينيّةٌ في رحاب مقام سيّدنا الخضر (ع) في كفر ياسيف ضمن زيارة المقام السّنويّة التّقليديّة

بأجواء روحانيّة خاصّة، عُقِدت مساء الجمعة 24.4.2025 سهرةٌ دينيّةٌ في رحاب مقام سيّدنا الخضر (ع) في كفر ياسيف، بمشاركة الآلاف من شيوخ الجليليْن والكرمل والجولان، تيمّنًا بزيارة المقام السّنويّة التّقليديّة.

منذ ساعات العصر، توافدت جموعُ الشّيوخ والزّائرين لأداء الصّلوات والمراسم الدّينيّة، والّتي افتتحها سماحةُ الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة بكلمةٍ شاملةٍ ومُعبّرة، تطرّق فيها إلى قضايا الطّائفة محليًّا وإقليميًّا. وكان سماحته قد أعرب في الشّأن المحلّيّ عن ضرورة محاربة آفة العنف المتفشّي في قُرانا ومجتمعنا، مُعتبرًا إيّاهُ آفةً خطيرة يجبُ اقتلاعها من الجذور.

 أمّا فيما يخصّ الشّأن السّوريّ، فقد أكّد سماحته أنّ الاستقرار المرجوّ لن يتحقّق، ما لم تُحفظ حقوق الطّائفة ومكانتها في سوريا، وما لم يُضمن تحقيق الأمن والأمان في كافّة المناطق الدّرزيّة هناك. كذلك، دعا سماحتهُ الإخوة الدّروز في لبنان، إلى لمّ الشّمل وتوحيد الصّفوف والكلمة، من أجل ضمان مركزيّة دور الطّائفة على السّاحة اللّبنانيّة.

وممّا جاء أيضا في كلمة سماحة الشّيخ: “ما قامت وتقوم بهِ طائفتُنا التّوحيديّة في البلاد من أجل الذّود عن كرامةِ ومصالح إخواننا الموحّدين في دولِ الجوار، هو واجبٌ أخلاقيّ وإنسانيّ مستمَدٌّ من أعرافِنا ورؤيانا التّوحيديّة المتوارثة، إذ لا الحدودُ تفصلُنا ولا أشرطةُ الحديد تمنعنا من التّضامن مع إخواننا الموحّدين ولا نأخذ الإذن من أحد لنقوم بما يمليه علينا ضميرنا، فالكيانُ واحد، والهمّ واحد، فعسى أنْ تكونَ كلمتُنا أيضًا واحدة. وكم نحنُ بحاجةٍ في مثل هذه الأيّام إلى التّراصّ والتّلاحُمِ المنشود، وسطَ توحيد الأصوات بين كافّة الجهات القياديّة والجماهيريّة الفاعلة دُرزيًّا، في دول الشّرق الأوسط وفي دول المهجر وراء البحار، مستذكرين حجمَ التّحدّيات الّتي تُوجب وحدة الكلمة، ومساندةً في المواقف، وإعزازًا لدور الطّائفةِ المركزيّ، من أجلِ صونِ كرامتها وصورتها الإيجابيّة التّاريخيّة، عملًا بالقول الخالدِ: “المؤمنُ للمؤمِن كالبُنيان”.

هذا وتمّ خلال السّهرة الدّينيّة قراءة الرّسالة الّتي أوردها فضيلة شيخنا الشّيخ أبي يوسف أمين الصّايغ لسماحة الشّيخ ولشيوخ البلاد قبل عدّة أيّام، أمام جمعِ الحاضرين.

وقد اكتملت المراسم الدّينيّة بحضور شيوخ الطّائفة وأعلامها من كافّة القرى الدّرزيّة، نذكرُ منهم الدّيّن الشّيخ أبا علي حسين الحلبي، الشّيخ أبا أحمد طاهر أبو صالح، الشّيخ أبا سليمان فارس شمس، الشّيخ أبا حسين هايل حلبي، وسيّاس الخلوات، قضاة المحاكم الدّينيّة الدّرزيّة والأئمّة.

يُشار أنّ مراسم الزّيارة، تُعقد بعد انقطاعها في العام الماضي بسبب الحرب الّتي شهدتها البلادُ والمنطقة.

زيارة مقام سيّدنا النبي الخضر (ع) في كفرياسيف  

عُقدت صباح يوم السّبت 25.1.25، مراسم الزّيارة السّنويّة لمقام سيّدنا الخضر (ع) في كفر ياسيف بحضور المئات من أبناء الطّائفة وضيوفها، بعد أن قام آلافُ الشّيوخُ بأداء الصّلوات والمراسم الديّنيّة الرّسميّة ليلة البارحة الخميس.

خلال مراسم الاستقبال الرّسميّة، ألقى سماحة الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة كلمةً مؤثّرة، عبّر فيها عن أملهِ بتحقيق السّلام والطّمأنينة لكافّة سكّان بلاد وشعوب المنطقة، داعيًا ببركةِ النّبيّ الخضر (ع) لوقف الحروب والكروب، وتعزيز العيش المشترك المتمثّل بالعلاقات الوطيدة الّتي تربط الطّائفة الدّرزيّة مع أهالي كفر ياسيف وقُرى المحيط.

 وشكر سماحتُهُ أهالي كفر ياسيف وجيران المقام الشّريف، مُشيدًا بما بدا منهم من حُسن الاستقبال ورحابة الصّدر والأصالة، كما وأثنى على التّعاون المثمر لإنجاح الزّيارة مع رئيس المجلس المحلّيّ السّيّد عصام نعيم شحادة، الّذي رحب بكافة الزّائرين باسم أهالي كفر ياسيف عامّةً، مؤكِّدًا أنّ هذه الزّيارة هي يوم عيد لكافّة سكّان القرية.

هذا وقدّم التّهاني للطّائفة كلٌّ من المطران هاني شحادة، قُدس الأب عطا الله مخولي، إمام جامع النّصر بلال عبد القادر، الشّيخ فاروق صفية، الشّيخ رايق خطيب ووفدٌ من الآباء والكهنة والهيئات الرّعويّة والجهات الاجتماعيّة في كفر ياسيف.

في معرض اللّقاء، أُلقِيت كلماتٌ من قِبَل رئيس منتدى السّلطات المحلّيّة الدّرزيّة ورئيس مجلس كسرى سميع السّيّد ياسر غضبان باسم منتدى رؤساء المجالس المحلّيّة الدرزيّة، وعضو الكنيست السّيّد عفيف عبد.

وشارك في المراسم رئيس بلدية المغار د. ثائر قزل، رئيس مجلس يركا سلمان مُلّا، رئيس مجلس عسفيا منيب سابا، رئيس مجلس بيت جن نزيه دبّور، رئيس مجلس جولس حسام كبيشة، رئيس مجلس يانوح جث الشّيخ وهيب سيف، رئيس مجلس ساجور جبر حمّود، رئيس مجلس حرفيش أنور عامر، رئيس مجلس البقيعة المحامي جميل خير، رئيس مجلس أبو سنان سيف مشلب، ونائب رئيس بلدية شفا عمرو داوود حسون.

إلى جانبهم، حضر أيضًا سيّاس الخلوات، قضاة المحاكم المدنيّة والدّينيّة، أعضاء من المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى والائمّة.

هذا وسلّم القنصل الفخريّ لروسيا الاتّحاديّة د. أمين صفيّة رسالة السّفير الرّوسيّ في البلاد “أنتولي فيكتوروب” لسماحة الشّيخ موفق طريف، مقدّمًا التّهاني للطّائفة باسم روسيا الاتّحاديّة، مع ثنائهِ على التّعاون الاستثنائيّ المشترك بين روسيا الاتّحاديّة للطّائفة الدّرزيّة.

هذا، وبعد الانتهاء من مراسم الزّيارة، قام سماحة الشّيخ موفق طريف برفقة وفدٍ من المشايخ ورؤساء المجالس المحلّيّة الدّرزيّة.  بزيارة إلى بيت رئيس المجلس المحلي كفر ياسيف عصام شحادة، شاكرينه على التّعاون والعمل من أجل إنجاح الزيارة، مارّين بين أزقّة القرية بجانب المسجد هناك، وزائرين الكنيسة القديمة ليحلّوا بعدها في دار رئيس مجلس كفر ياسيف السّابق السّيّد عوني توما حيث قدّموا له أسمى آيات التّقدير على كرم استضافته ودعوته لشيوخ الطّائفة أيّامَ الزّيارة منذ سنين.

يُذكر أنّ زيارة مقام سيّدنا الخضر (ع) في كفر ياسيف هي زيارة رسميّةٌ ومقرّرة لكافّة أبناء الطّائفة الدّرزيّة في البلاد، حيث تُغلَق خلالها جميع المرافق العامّة والمؤسّسات الرّسميّة والمدارس في كافّة القرى المعروفيّة، تمكينًا لكافّة أبناء الطّائفة من تأدية مراسم الزّيارة دينيًّا واجتماعيًّا.

سماحةُ الشّيخ يشارك في مؤتمر الحضارات والتّسامح في العاصمة الإماراتيّة أبو ظبي

شارك سماحة الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة في المؤتمر الدّوليّ لحوار الحضارات والتّسامح، المنعقد في العاصمة الإماراتيّة أبو ظبي في تاريخ 21.2.2025.

وكان سماحته قد قدّم خلال المؤتمر مداخلةً شاملة تطرّق فيها إلى قضايا عدّة تتعلّق بشؤون الأمن والسّلام في منطقة الشّرق الأوسط، مع التّركيز على دور الأديان والدّبلوماسيّة في سبيل تحقيق التّعايش المنشود بين مختلف الشّعوب. خلال مداخلته، تطرّق سماحتُهُ إلى القضايا المصيريّة لطائفة الموحّدين الدّروز، عارضًا أمام الحضور موقفَ الطّائفة الدّاعي إلى تبنّي السّلم ولغة الحوار، مؤكّدًا على الدّور التّاريخيّ لأبناء الطّائفة وقاداتها في دول الشّرق الأوسط.

هذا وناشد سماحتُهُ خلال حديثهِ حول مستجدّات الشّأن السّوريّ، أنْ تتضمّن المرحلةُ الانتقاليّة الحاليّةُ حفظًا للحقوق الأساسيّة الفرديّة والجماعيّة لأبناء الطّائفة الدّرزيّة ولكافّة أطياف المجتمع السّوريّ، وذلك من أجل ضمانِ تمثيلٍ حقيقيٍّ ومؤثّر في الدّولة العتيدة. كذلك، فقد عبّر سماحتُهُ عن أمله بعودةِ لُبنان إلى طور الازدهار من أجل كافّة مواطنيه ومناطقه الّتي تحملُ الأمل في أعقاب التّغييرات السّياسيّة السّاعية لخدمةِ لبنان ومصالح لبنان.

كما وأكّد سماحتُهُ بشكلٍ قاطع لا يقبلُ التّأويل، على مكانة الطّائفة المركزيّة في منطقة الشّرق الأوسط، وعلى ضرورة سماع مواقفها والحفاظ على وجودها وكيانها، مفسّرًا دواعي قلقهِ على أبناء الطّائفة في سوريا ولبنان، كرسالةٍ إنسانيّة توحيديّة مرتكزة إلى وصيّة حفظ الإخوان، محتّمةً عليه طرق كلّ بابٍ وبذل كلّ مجهود من أجل مساندة إخوانه الموحّدين في كلّ قطرٍ وبلد في العالم، دون التّدخّل في شؤونهم الدّاخليّة الخاصّة.

في ختام كلمتِهِ، شكر سماحةُ الشّيخ رئيسَ دولة الإمارات سموّ الشّيخ محمّد بن زايد على استضافة المؤتمر في أبو ظبي، ومعه الشّيخ مبارك آل نهيان وزير التّسامح والتّعايُش على رعايته لجلسات المؤتمر، الّذي عقده مركز باحثي الإمارات للدّراسات والبحوث بمشاركة ممثّلين من كافّة أنحاء العالم.

خلال زيارته للعاصمة الإماراتيّة أبو ظبي، وقّع سماحة الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة في تاريخ 22.2.2025، على مذكّرة تعاون ومشاركة بين مركز باحثي الإمارات وبين المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى.

وفقًا للمذّكرة وبنودها، سيتمّ فتح باب التّعاون الأكاديميّ بما يشمل الأبحاث والمساهمات بين الطّرفين، وذلك بهدف الإثراء والتّلاقح في المجالات الثّقافيّة والبحثيّة والأكاديميّة، وإتاحة الفرصة لتبادل المعرفة والخبرات، بالإضافة إلى تطوير برامج ومبادرات متعلّقة بجيل الشّباب ودورهم في بناء المجتمع.

وجاء التّوقيعُ ضمن مشاركة سماحة الشّيخ كضيفٍ مركزيّ في مؤتمر الحضارات والتّسامح المنعقد في العاصمة الإماراتيّة أبو ظبي، وتقديمه لمداخلةٍ غنيّة حول أهميّة التّسامح ودوره في بناء الإنسان وتقدّم الحضارات.

وكان سماحته قد أعرب عن سعادتهِ بتأسيس هذه الشّراكة الهامّة مع مركز باحثي الإمارات، مُعتبرًا هذا التّعاون البحثيّ الأكاديميّ العلميّ المرموق، ركيزةً هامّة وخطوة سبّاقةً لتقدّم المجتمع التّوحيديّ في ظلّ آثار عصر العولمة، مع الحفاظ على الهويّة التّوحيديّة وقيمها الأساسيّة.

يُذكر أنّ مركز باحثي الإمارات للبحوث والدّراسات العلميّة، يُعتبر أحد أهمّ مراكز البحث في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، وأكثرها نشاطًا في إنشاء الشّراكات مع جامعاتٍ وأقسامٍ عديدة.

وتُعدّ مذكّرة التّفاهم المذكورة بين المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى ومركز باحثي الإمارات، أوّل اتّفاقيّة تُعقَد من هذا النّوع، وتتولّى فتح آفاق جديدة لأبناء الطّائفة في مجالات متنوّعة..

سماحة الشّيخ يشارك في المؤتمر الدّوليّ العالميّ لمناهضة الكراهية والعنصريّة

شارك سماحة الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة في المؤتمر الدّوليّ العالميّ لمناهضة الكراهيّة والعنصريّة، الّذي عُقد في مدينة نيويورك الأمريكيّة في بداية شهر آذار 2025، بمشاركة الآلاف من المؤثّرين وأصحاب المناصب من مختلف الولايات المتّحدة ومن دول العالم.

وكان سماحته قد عرض خلال مداخلته الّتي أدلاها في المؤتمر، ما تمرّ به الطّائفة الدّرزيّة في البلاد والمنطقة، مُشيرًا إلى كونها، كما كان الحالُ دائمًا، شريكةً مُخلصةً لكلّ من يتّخذ السّلام والتّعايش رسالةً وسبيلًا.

هذا وتطرّق سماحته في معرض كلامه إلى أوضاع الطّائفة الدّرزيّة في سوريا، مؤكّدًا موقف الدّروز الدّاعم لوحدة الدّولة السّوريّة، بعد أن كانوا على مرّ التّاريخ ولا يزالون حتّى اليوم، إحدى مركّبات سوريا الأساسيّة منذ تأسيسها، مُناشدًا دول العالم بالعمل مع الدّولة السّوريّة لصون حقوق كافّة الشّعب السّوريّ، وإشراكهم جميعًا في بناء الدّولة المتشكّلة، دون أي إقصاء أو تهميش. في ذات الشّأن، طالب سماحتُهُ المجتمعَ الدّوليّ بدعم الدّولة اللّبنانيّة لتكون دولةً عصريّةً لكافّة اللُّبنانيّين دون استثناء.

هذا ودعا سماحتُهُ خلال مداخلته إلى ضرورة إنهاء الحروب في المنطقة ونبذ الكراهيّة والحقد وإحلال السّلام والتّوصّل إلى تفاهمات وتسويات تصبّ في مصلحة كافّة شعوب ودول المنطقة، مُستشهدًا بموقف الطّائفة خلال جريمة قتل الأطفال الّتي وقعت في مجدل شمس، والّتي قابلها أبناء الطّائفة الدّرزيّة بدعوة الى السّلام وتقريب القلوب ونبذ الإرهاب.

في ردٍّ لسؤال وجّهه أحد الصّحفيّين خلال المؤتمر حول دور سماحته ومواكبته الحثيثة لأوضاع الطّائفة، أكّد سماحته التزامه بذلك من منطلق توحيديّ محض، عملًا بتعاليم التّوحيد الشّريفة وعلى رأسها قيمة “حفظ الإخوان”، مع التّأكيد على عدم التّدخُّل في شؤون الطّائفة الدّاخليّة في أيٍّ من هذه البلاد والدّول، الّتي لها شيوخها ومرجعيّاتها العالمة بظروفها وبمصالحها الخاصّة.

وكانت قد نشرت منصّات الإمارات العربيّة المتّحدة الإعلاميّة أنّ سماحة الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة وقّع خلال زيارته للعاصمة الإماراتيّة أبو ظبي، على مذكّرة تعاون ومشاركة بين مركز تريندز للبحوث والاستشارات، المختصّ في القضايا الجيوسياسية والاقتصاديّة الإقليميّة والعالميّة، وبين المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى.

جلسة الهيئة العامّة للمجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى

عقدت الهيئة العامّة للمجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى، صباح الجمعة 28.3.2025، جلستها الدّوريّة في مقام سيّدنا النّبيّ الخضر عليه السّلام في كفر ياسيف. وجاءت الجلسة لمداولة مواضيع طائفيّة وإداريّة شتّى، بعدما افتتحها سماحةُ الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة ملخّصًا زيارة أهالي حضر وقرى إقليم البلّان، مع عرض التّحضيرات والتّخطيطات لتيسير زيارة مقام سيّدنا النّبيّ شعيب (ع) الخامس والعشرين من شهر نيسان القريب.

هذا وتمّ خلال الجلسة عرض ملخّص إداريّ وماديّ عن فعّاليّات ونشاطات المجلس الدّينيّ في العام 2024 وعرض خطّة العمل ومقترح الموازنة للعام 2025، في حين تتضمّنُ خطّة العمل المقرّرة مشاريع عديدة ومتنوّعة تهدف إلى دعم التّوعية التّوحيديّة والتّثقيف الجماهيريّ بين كافّة أبناء الطّائفة على مُختلف الفئات العمريّة، وتحديدًا الجيل الشّبابيّ الصّاعد في سبيل حفظ الهويّة والموروث التّوحيديّ.

وأجمع الحاضرون على ضرورة الاستمرار في الفعاليّات التّثقيفيّة التّوعوية، إلى جانب الشّروع ببرنامج رياديّ لأبناء الشّبيبة وتوسيع البرنامج الخاصّ للأزواج الشّابّة وتنويع المواد والمعلومات في الموقع الالكترونيّ الخاصّ بالمجلس الدّينيّ.

كما وتخلّلت الجلسة في قسمها الثّاني لقاءً مع قادة الشّرطة في لواء الشّمال حول تنظيم زيارة مقام سيّدنا النّبيّ شعيب (ع) وتسهيل وصول الشّيوخ والزّائرين إلى المقام، على مدار شهر نيسان بأمنٍ وسلامة.

كما وتمّ التّطرّق إلى قضايا العنف المستشري، وخاصّةً حوادث القتل الّتي تقضّ مضاجع المجتمع وتعرّضه للخطر المُحدق.

برنامج فعّاليّات توحيديّة وتثقيفيّة للأُسَر الموحّدة في مدينة المغار

في اجتماعٍ مهيب عُقد ظهر السّبت 29.9.2025 في مدينة المغار، تمّ الإعلان عن إطلاق برنامج فعّاليّات توحيديّة وتثقيفيّة للأُسَر الموحِّدة في المدينة، وذلك بالتّعاون والشّراكة بين المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى وبين بلديّة المغار. وكان سماحة الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة قد افتتح اللّقاء بتأكيده على أهميّة بناء وتثقيف الأسرة الموحِّدة، الّتي جعلها الله تعالى بحكمتِهِ حجر الأساس في حياة كلّ فرد والرّكيزة الهامّة في قيام المجتمعات وتطوّرها، بالاعتماد على مزايا العدلِ والمحبّةِ والاحترام ومعاييرِ الفضيلة والأخلاق.

في ظلّ هذه الرّؤيا الرّاقية، صرّح سماحته أنّ هذا المشروع الهامّ جاء للنّهوض بالمجتمع مع حفظ وصون الموروث التّوحيديّ، استمرارًا لرؤيا المجلس الدّيني الّذي فتحَ أبوابَ خدمتهِ ولا يزال أمام مختلفِ فئات واحتياجات الطّائفة، دينيًّا واجتماعيًّا، وعلى كافّة الأصعدة.

هذا وأثنى سماحته خلال خطابه على الشّراكة المكثّفة والمسؤولة مع رئيس بلديّة المغار الدّكتور ثائر قزل، الّذي يعمل بتفانٍ وصدق كبير لخدمة أهالي المغار على كافّة طوائِفها وسُكّانها، إيمانًا منه بأهميّة الوحدة والتّعايُش المشترك الّذي تمثلهُ المغار قولاً وفعلًا على أرضِ الواقع.

أمّا رئيس بلدية المغار د. ثائر قزل، فقذ أثنى على العمل المهنيّ المشترك بين إدارة البلديّة وإدارة المجلس الدّينيّ الدّرزيّ في إعداد هذا المشروع الفعّاليّات مُصرّحًا: “إنّ تعاليم التّوحيد هي بوصلة الأجيال وخاصة في ظلّ العولمة، وعلينا كطائفة تكثيف العمل والجهد في بناء الإنسان الموحِّد لمواجهة تحدّيات العصر والّذي اختلطت فيه المادّة بالقيم وتباعدت الأفكار والمعتقدات من جيل لآخر. لذلك علينا جميعًا التمسّك بأسس الدّين والثّوابت الأصيلة لأنّها البوصلة الثّابتة الّتي حافظت علينا على مرّ العصور”. كما وأكّد د. قزل على التزام إدارة البلديّة ممثّلةً بالنّوّاب والأعضاء والقائم بأعمال الرّئيس السّيّد وجدي سرحان على تجنيد وتخصيص جميع الموارد المستلزمة لإنجاح هذا المشروع وتعميمه على كافّة الفئات العمريّة، واضعةً نصب عينها أهميّة الحفاظ على العادات والتّقاليد الّتي تميّز الطّائفة الدّرزيّة كمجتمعٍ محافظ. ومن المقرّر أنّه سيتخلّل برنامج العمل سلسلةً متنوّعةً من فعّاليّات ونشاطات توعويّة توحيديّة لطلّاب المدارس وللجمهور العامّ؛ دورات للأزواج الشّابّة لرفع الوعيّ التّوحيديّ، الاقتصاديّ، الوالديّ والقانونيّ المتعلّق بالزّواج وإدارة البيوت؛ لقاءات شهريّة لكافّة الفئات العمريّة حول مواضيع الهويّة الدّينيّة؛ دورات تمكين وقيادة توحيديّة مخصّصة لأبناء الشّبيبة وغيرها.

يُذكر أنّ اللّقاء المذكور شمل محاضرةً قيّمةً حول شخصيّة سيّدنا النّبيّ شعيب (ع) وحول مكانة المرأة في دين التّوحيد، قدّمها المحاضر في قسم التّوعية التّوحيديّة في المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى الشّيخ أبو سليمان نور الدّين شمس. هذا وتولّى عرافة الأمسية الثّقافيّة الشّيخ يزن فرحات، وذلك وسط حضور مهيب لسيّاس الخلوات والأئمّة، وأعضاء المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى من سكّان مدينة المغار، أعضاء بلديّة المغار، مدراء المدارس وممثلّين عن المشايخ ورجال المجتمع.

فعّاليّات “نيسان الخير” 

مع بداية نيسان واقتراب موعد الزّيارة السّنويّة التّقليديّة لمقام سيّدنا النّبيّ شعيب (ع)، أطلق المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى أواسط الأسبوع  بتوجيهٍ من سماحة الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة، برنامجه السّنويّ “نيسان الخير”، والّذي يشملُ محاضراتٍ وندواتٍ تثقيفيّة في شتّى القرى المعروفيّة تُعنى برسالة شعيب (ع) في الفكر التّوحيديّ، إلى جانب فعّاليّات توعويّة متنوّعة في المقام الشّريف موجهّة بالتحديد لأبناء الشّبيبة وطلّاب المدارس الدّرزيّة بتذويت القيم والهويّة التّوحيديّة ومعرفة الذّات.

وضمن هذه الفعاليات أقامت مدرسة الاشراق التّوحيديّة الابتدائيّة في مقام سيّدنا النّبيّ شعيب عليه السّلام “يوم قِمّة” تناول ورشات عمل، محاضرات حول تاريخ المقام الشّريف وآداب الزّيارة للضّريح المقدّس إضافة إلى مسيرة وأناشيد توحيديّة، قام بتقديمها مرشدو ومرشدات قسم التّوعية التّوحيديّة في المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى بالتّنسيق والشراكة مع إدارة وطاقم العمل في المدرسة.

من هنا، ندعوكم أبناءَ الطّائفة الدّرزيّة، شيوخًا وشبابًا، نساءً وأطفالًا، على اختلاف الأجيال والبلدان المعروفيّة، لمتابعة البرامج المنشورة عبر وسائل التّواصل الاجتماعيّ والمشاركة الفعّالة في هذه الفعّاليّات الهامّة الّتي أُعِدّت من أجلكم.  نلتقي وبالتّوحيد نرتقي!

الزّيارة السّنويّة لبيت سيّدنا الشّيخ علي الفارس (ر) في قرية يركا 

حضر صباح السّبت 6 نيسان 2025 المئات من شيوخ الطّائفة من الجليليْن والكرمل والجولان للمشاركة في الزّيارة الدّينيّة السّنويّة لبيت المرحوم سيّدنا الشّيخ علي الفارس (ر) في يركا.

في كلمةٍ ألقاها سماحةُ الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة، شكر سماحته أهالي يركا العامرة على حُسن الكرم وطيب الاستقبال، مُصرّحًا في مطلع كلمته المؤثّرة: “أقبلنَا اليومَ معًا، لنزورَ هذا البيت الطّيّب العامر، الشّاهد بحجارتِهِ الصّامدة وخُطّافَتِهِ الثّابتة على تاريخِ وسيرةِ قتيلِ الشّوق وأنيس الأشجان، سيّدنا الشّيخ علي الفارس، صاحبِ النّظم الّذي تحيى به النّفوس وتزهو ببركتِهِ المجالس.

في هذا البيتِ التّوحيديّ العامر، فُتِحَت أمامَ سيّدنا الشّيخ علي الفارس أبوابُ الحياة، ليشبّ عابدًا وليًّا زاهدًا، مُغلقًا أبواب الدُّنيا الفانية دونَ التفات، مُلتحقًا بكوكبة السّادة النُّجباء ذوي الفضيلةِ والبصيرة، الّذين آثروا الخروج من الدّنيا برضىً واختيار لا بالجبرِ والاضطرار، ليصير واحدًا من أسياد الدّوحة الشّريفةِ التّوحيديّة، وقمّةً من قممِها الشّاهقةِ العليّة”.

هذا وتحدّث قُبيل أداء الصّلوات كلٌّ من السّيّد وهيب حبيش رئيس مجلس يركا السّابق والّذي رحّب بالزّائرين مندوبًا عن آل حبيش القائمين على خدمة البيت؛ السّيّد سلمان ملا رئيس المجلس المحلّيّ يركا الّذي رحّب بالضّيوف باسم كافّة أهالي القرية؛ الشّيخ وائل معدّي سائس خلوة يركا؛ وعضو الكنيست السّيّد عفيف عبد.

واتّسمت الزّيارة بحفاوةٍ لافتة ومشاركةٍ لوفودٍ كبيرة من كافّة القرى، برز منها شيخنا الشّيخ أبو علي حسين الحلبي والشّيخ أبو أحمد طاهر أبو صالح، ولفيفٌ من سيّاس الخلوات وقُضاة المحكمة الدّينيّة وأعضاء المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى والأئمّة من كافّة القرى.

بعد الانتهاء من مراسم الزّيارة وأداء الصّلوات، قام سماحة الشّيخ بمرافقة وفدٍ من الشّيوخ والمشاركين بتخصيص زيارات أخويّة لبيت شيخنا الشّيخ أبي يوسف صالح القضماني، والشّيخ أبي مهنّا علي سلمان، سائلًا عن حالهم ومطمئنًّا عن صحّتهم، تلتها زيارة لبيت الشّيخ أبي محمّد علي رمّال. وشكرَ سماحتُه الشيخ موفق طريف شيوخ وأهالي يركا على رحابة وحسن الاستقبال والملقى.

هذا ويُعتبر سيّدنا الشّيخ علي الفارس (ر) الّذي عاش إبّان القرن الثّامن عشر، أحد كبار شيوخ وأعمدة التّوحيد ورموزِهِ، اعترافًا بقيمة ما خلّفه بعده من تِركةٍ شعريّة روحيّة، وموهبة كتابةٍ عرفانيّة، سخّرها سيادتُهُ في مدح الذّات الإلهيّة، وذكر مناقب الأنبياء ورواية قصّة ما حمله في قلبه من صدقِ شوقٍ وتوق. هذا، ومن المشهور المألوف عن سيرة سيّدنا الشّيخ عليّ الفارس (ر)، ما ثبت من علاقته المشهورة وأخوّته المأثورة مع عائلة طريف الّتي رعته أثناء تواجده في مغارة “النقّاطة” الموجودة في منطقة وادي السّمّاك، وثمّ أثناء إقامته التّاريخيّة في قرية جولس إلى آخر يومٍ من حياته المباركة.  

مقالات ذات صلة:

العدد 8 – تموز 1988

العدد 8 – تموز 1988 Share on whatsapp Share on skype Share on facebook Share on telegram لتحميل العدد Pdf