الموقع قيد التحديث!

نساء رائدات: الدكتورة داليا صالح هنو شحادة

بقلم السيّدة سهام ناطور (عيسمي)
دالية الكرمل

دكتورة ،  مدرّسة لغة عربية في مدرسة الرّيئالي في حيفا، وباحثة في فلسفة الإدارة التّربويّة، أنهت دراسة الدكتوراة في جامعة اليرموك في الأردن.

وُلدت الدّكتورة داليا في قرية جولس الجليليّة، لأمّ وأب متدينيْن وداد وصالح هنو، ومتزوّجة من الشّاب أمير شحادة من قرية يركا.

أمضت الدّكتورة داليا كلّ سنوات دراستها الابتدائيّة والإعداديّة والثّانويّة في قرية جولس، وكرّس والداها وقتهما ودعمهما الماديّ والمعنويّ للتّعليم العالي لابنتهما، وشجّعا ودفعا بها للحصول على درجات التّعليم العالي، وبناء مسارات مهنيّة ووظيفيّة.

بعد حصولها على اللّقب الأوّل (درجة البكالوريوس) في اللّغة العربية وآدابها من جامعة بار إيلان، أكملت تحصيلها العلميّ، وحصلت على اللّقب الثّاني (درجة الماجستير) في اللّغة العربية وآدابها وشهادة التّدريس. وبعد أن أنهت الماجستير حصلت على منحة للمباشرة في تعلّم اللّقب الثّالث (الدّكتوراة) من جامعة اليرموك العريقة في الأردن وبكلّ إصرار وعزيمة، ودعم من الوالديْن حقّقت حلمها ونالت مرادها وأنهت مشوار الدّكتوراة بتفوّق بكلّ فخر واعتزاز.

تمّ تعيينها كمدرِّسة لغة عربيّة في مدرسة الرّيئالي المرموقة في حيفا، من قِبل وزارة المعارف وتحديدًا من قِبل مفتّشة اللّغة العربيّة في لواء حيفا، بحيث اختيرت من بين العديد من المعلّمات والمعلّمين لمزاولة هذه المهنة في ثانوية الرّيئالي.

تناول بحث الدّكتوراه الّذي أجرته الدّكتورة داليا، تمكين المعلِّمين في المدارس الإعدادّية وعلاقته بدافعيّة الإنجاز لديهم، وقد أشارت نتائج الدّراسة إلى وجود علاقة ارتباطيّة إيجابيّة متوسّطة دالّة إحصائيًّا بين محور تمكين معلِّمي المدارس الإعداديّة ومحور دافعيّة الإنجاز لدى المعلِّمين، حيث بلغت قيمة معامل الارتباط (0.65)؛ وهذا يُعبِّر عن علاقة هامّة بين المحوريْن (التّمكين الإداري، ودافعيّة الإنجاز) بمعنى أنّه كلّما ارتفعت درجة ممارسة مديري المدارس للتّمكين الإداريّ، ارتفع مستوى دافعيّة الإنجاز لدى المعلِّمين. وقد توصّلت الدّكتورة داليا إلى توصيات في ضوء نتائج بحثها تدعو بها مديري المدارس الحصول على الــدّورات التّدريبيــّة والنّــدوات والمحاضــرات حول تمكين المعلّمين للمحافظـة علــى المسـتوى المرتفـع مــن تمكــين المعلّمين.

وتحثّ خلالها مديري المدارس على الاستمرار في تمكين معلّمي المدارس العربيّة داخل الخطّ الأخضر، وتفويض الصّلاحيّات اللّازمة لهم؛ لما لذلك من آثار إيجابيّة على دافعيّة المعلّمين وإنتاجيّتهم.

تؤمن الدّكتورة داليا بالرّؤية بأنّ الإرادة تصنع المستحيل، وأنّ لا شيء يقف في طريق الإرادة طالما نملك الطّموح لتحقيق أهدافنا.

وتؤكِّد أيضًا على أهميّة اكتساب المعرفة والتّعليم العالي للانخراط في أفضل الأماكن في سوق العمل. وبصفتها مدرّسة لغة عربية وتعمل في مدرسة عبريّة، تؤكِّد على أهميّة التعّايش المشترك والانكشاف لثقافات أخرى في دولتنا كدولة متعدِّدة الثّقافات، على الرّغم من جميع التّحديّات، والسّعي لتجاوز العقبات. كما وتحثّ الدّكتورة داليا جميع الفتيات الدّرزيات على السّعي الدّائم والمستمرّ نحو المعرفة وتطوير الذّات وتنمية المهارات واكتساب الخبرات لنيل مستقبل أفضل. لأنّنا بحاجة لنساء قائدات رائدات في مجتمعنا. تبحث الدّكتورة داليا مؤخرًا إجراء أبحاث مشابهة لموضوع دراستها بحيث تربط التمكين الإداري بمتغيّرات تنظيميّة أخرى مثل: الثّقافة التّنظيميّة، والمناخ التّنظيميّ، وغيرها كالرّضا الوظيفيّ، وفي ضوء متغيّرات تصنيفيّة أخرى مثل المرحلة التّعليميّة، موقع المدرسة (شمال، وسط، جنوب) وحتى في القطاع اليهودي.

مقالات ذات صلة: