عائلة معروفيّة تسكن في جبل الدروز في سوريا، أصلها من الجزيرة العربيةّ وينحدرون كما يبدو من عائلة تحمل نفس الاسم، تسكن في القصيم من المملكة العربيّة السعوديّة. هاجر أفراد منها إلى العراق وسوريا. سكنوا لبنان واستقرّوا في بلدة الكنيسة، وكانوا فيها من الأغنياء. وفي رأي آخر أصلهم من جزيرة جربا في تونس، وإن اسم جربوع انحدر من اسم جربا. ارتحل بعض منهم إلى السويداء في جبل الدروز، وهناك كثروا وأصبح لهم قوّة ونفوذ. وهناك من يقول إنّهم من آل يربوع الذين عاشوا في عهد النبي محمد صلعم. وتُعتبر عائلة جربوع عائلة عريقة في جبل الدروز، لها ماض يعود إلى أكثر من مائتي سنة، واستشهد منها في الثورة السورية الكبرى 12 شهيدًا.
والتاريخ الحديث المعروف لآل جربوع، يشهد كما أسلفنا، أنّهم سكنوا في وادي التيم في بلدة الكنيسة في القرون الوسطى، وفي حدود عام 465 رحلوا عن البلدة، وانتقلوا للمعيشة في بلدة كفر قوق وسكنوها لمدّة 250 سنة. ومن كفر قوق ارتحل بطن منهم، واستقرّ في مدينة السويداء في أواخر القرن الثامن عشر. وقد برز أبناء هذه الأسرة في جبل الدروز خاصّة من الناحيّة الدينيّة وفي عام 1803 شغل الشيخ سلمان جربوع، منصب شيخ عقل الدروز إلى جانب الشيخ إبراهيم الهجري، والشيخ أبو علي قسام الحناوي. وجاء بعد الشيخ سلمان الشيخ أحمد، وتلاه الشيخ وهبة، ثم الشيخ حسن، وتلاه الشيخ أحمد والد المرحوم الشيخ حسين. ومن آل جربوع من تسلّم منصب القضاء المذهبي مثل الشيخ حمود المتوفى عام 1943 ثمّ الشيخ يونس المتوفّى عام 1947. وبرز منهم في الربع الأخير من القرن التاسع عشر الزعيم أبو داوود حمد النجم جربوع الذي قاد حركة العاميّة في الجبل.
من شخصيّاتها التاريخيّة البارزة:
الشيخ أحمد جربوع:
شيخ من سوريا، ولد عام 1890 في مدينة السويداء، في بيت تقوى ودين. تلقى تعليمه في المدارس الأهليّة الحكوميّة في عهد الأتراك، وعلومه الدينيّة في المؤسّسات المذهبيّة. يجيد اللغة العربيّة والإسبانيّة. رافق مشايخ الطائفة، واقتبس منهم واشتغل بالأعمال الزراعيّة في أملاكه الخاصّة، حتّى عام 1930 حيث تمّ تنصيبه شيخًا للعقل مكان عمّه المرحوم الشيخ سعيد الهجري.
الشيخ أبو يوسف حسن جربوع:
شيخ من سوريا (1849-1929) ولُد في مدينة السويداء، حفيدًا للشيخ أحمد جربوع شيخ العقل، حفظ المعلوم الشريف والشروحات وورث منصب مشيخة العقل عن والده الشيخ وهبة جربوع. شيّد بناءً ضخمًا لمقام عين الزمان (ع) في مدينة السويداء، وأسّس فيه مدرسة مذهبيّة وخلوات للعبادة. زار خلوات البياضة، وكان حجّة في العلوم الدينيّة وعلى جانب عظيم في الدرس والحفظ وقراءة المعلوم، وكان إذا شرع في القراءة في الدور لا يلوي على أحد كالنهر الجاري وسُمي “بابور الحكمة”.
الشيخ حمد النجم جربوع:
شيخ من سوريا، اشتهر بالتقوى والتديّن في القرن التاسع عشر في جبل الدروز. وكان من زعماء حركة العاميّة التي قامت في الجبل عام 1889 ضد الأُسر الحاكمة، ومن أجل تحقيق العدالة الاشتراكيّة وإعطاء الفلّاحين حصّة من الأراضي.
الشيخ حمد جربوع:
شيخ من سوريا عُيّن عام 1931 قاضي مذهب في المحكمة المذهبيّة في جبل الدروز.
الوجيه حمود حمد جربوع:
وجيه من سوريا من جبل الدروز، كان زعيم العاميّة في بداية القرن العشرين. انتُخب عضوًا في المجلس النيابيّ الدرزيّ الأوّل الذي انتُخب عام 1921 بعد إقامة دويلة جبل الدروز، واشترك عام 1925 في الثورة وكان من الشجعان الذين قاوموا الاستعمار، حيث قاد كتيبة من الثوّار، كانت تقلع خطوط السكك الحديديّة وتعطِّل حركة الجنود الفرنسيين، وشارك في معارك الثورة. عُيّن قاضياً عام 1931 وظلّ حتّى عام 1943 وتوفي عام 1944.
الشيخ سلمان جربوع:
شيخ من سوريا، وُلد وعاش في مدينة السويداء في مستهلّ القرن التاسع عشر، وكان أوّل شيخ عقل للدروز في الجبل عن عائلة جربوع، موازيًا للشيخ إبراهيم الهجريّ والشيخ قّسام الحناويّ.
الشيخ سليمان جربوع:
شيخ من سوريا، كان إمامًا في الخلوة الشرقيّة في السويداء، في مستهلّ القرن التاسع عشر وعُرف بالتقوى والتديُّن.
الوجيه يوسف جربوع:
وجيه من سوريا، وُلد عام 1910 في مدينة السويداء، وتعلّم في مدارس غير نظاميّة من عام 1917 حتّى عام 1924 توقّف عن الدراسة أثناء الثورة السوريّة، وعمل في زراعة أرضه، انتُخب لعضويّة لجنة نظام السويداء عام 1932، كما انتُخب للجنة تقسيم أراضي الجبل عام 1940، وكان من الأعضاء المفوَّضين لهذا التقسيم، انتخبه السكان عضوًا في لجنة تجميل أراضي المدينة عام 1950 وفي عام 1953 عُيّن عضوًا في مجلس السويداء البلديّ وتمّ انتخابه مرّات أخرى.
الشيخ يونس جربوع:
شيخ من سوريا، عُيّن قاضي مذهب في جبل الدروز من سنة 1943 إلى سنة 1947.
الشيخ حسين أحمد جربوع:
شيخ عقل الطائفة الدرزيّة في سوريا (1925-2012) وكان قد تسلّم مشيخة العقل من المرحوم والده الشيخ أحمد عام 1965. وقد عُرف بأعماله ومواقفه المشرِّفة ومناقبه وصفاته الحميدة، حيث قضى مدّة طويلة يخدم الناس ويدعمهم ويسهِّل أمورهم ويساهم في حلّ مشاكلهم. انتقل إلى جوار ربّه في أواخر شهر كانون أوّل 2012. حيث جرت له جنازة كبيرة في مدينة السويداء، بحضور كبار المشايخ والزعماء والأعيان من سوريا ومن لبنان والأردن وأماكن أخرى، كما وأقيم للمرحوم موقف تأبينيّ كبير في هضبة الجولان اشترك فيه كبار المشايخ من الجليل والكرمل أيضًا. وقد تمّ تعيين الشيخ يوسف جربوع خلفًا للمرحوم، وذلك إلى جانب الشيخ حكمت الهجري والشيخ حمود الحناوي في مشيخة العقل الثلاثية.
المصادر: موسوعة التوحيد الدرزية، مجلة العمامة.
