عائلة معروفيّة، أصلها من شمال سوريا. اعتنق أبناؤها الدّعوة في الجبل الأعلى، وارتحلوا إلى لبنان زمن الحروب الصّليبيّة. وسكنوا في الشّوف ثمّ قصد جمهور كبير منهم بلدة الكنيسة في وادي التّيم وعمّروها، وبقوا فيها حوالي 300 سنة حتّى خرابها، فتشتّت قسم كبير منهم، وارتحلوا إلى بلدة كفر قوق، ومنها إلى جبل الدّروز. وسكنوا في أول الأمر عتيل وسهوة بلاطة. وكانوا ذوي شأن في مطلع القرن التّاسع عشر، حين ظهر المحارب الشّيخ أبو علي قسّام الحنّاوي، الّذي حارب ضد إبراهيم باشا. وهناك أسسّوا مشيخة العقل في العائلة. يسكن بعض منهم في المملكة الأردنيّة الهاشميّة، ولهم فرع في قرية عسفيا في الكرمل، وكذلك في قرية المغار في الجليل. ومن فرعهم في وادي التيم آل حمص في عيحا. استُشهد من أبنائها أثناء الثّورة السّوريّة الكبرى 15 شهيدًا.
من شخصيّاتها التّاريخيّة البارزة:
الشّيخ علي حنّاوي:
شيخ من سوريا، وُلد ونشأ في قرية سهوة بلاطة، وهو حفيد الشّيخ الكبير أبو علي قسّام الحنّاوي. عُيّن أحد شيوخ العقل في سوريا في النّصف الأوّل من القرن العشرين خلفًا للشّيخ خطّار الحنّاوي.
الشّيخ أبو علي قسّام حنّاوي:
شيخ من سوريا، وُلد في قرية سهوة بلاطة من قرى السّويداء عام 1818، ونشأ على التّقوى والبطولة والدّين، وكانت حياته كلّها مواقف رجولة وشهامة وبسالة، بالإضافة إلى أنّه كان شيخًا جليلًا فاضلًا مهيب الطّلعة وقوراً، يحكم بين النّاس، ويفرض هيبته وسلطته على الجميع، وكان شاعرًا شعبيًّا، وله أشعار دينيّة كثيرة، وقد انتُخب رئيساً روحيًّا وقاضيًا شرعيًّا في منطقته، وكان يمثّل الجبل في المهمّات الصعبة، وينطق بلسان الدّروز مدافعًا عن حقوقهم وكيانهم. وقد تحلّى بمنطق سليم، وقوّة شخصيّة فائقة. واشتهر بعمل بطوليّ كبير، وهو الّذي سدّ المدفع بالعمامة، وتفصيل القصّة أن مفرزة كبيرة من الجيش العثمانيّ، هاجمت الدّروز وكان بينهم الشّيخ أبو علي وزميله الشّيخ محمد أبو عسّاف البطل المشهور الملقَّب بالقميزي، وكان أحد المدافع يضايق الثّوّار، فهجم عليه الشّيخ أبو علي وزميله، وقفز الشّيخ محمد على قائد المدفع وقضى عليه، وقام الشّيخ أبو علي بالهجوم على فوّهة المدفع وسدّها بعمامته، فذُعر الجنود الأتراك الّذين يشغّلون المدفع وولّوا هاربين. ولما رأى ذلك باقي الجنود تركوا المكان وانهزموا لينجوا بحياتهم. وهناك رأي يقول إنّ الشّيخ الّذي سدّ المدفع هو الشّيخ علي شقير.
المصدر: موسوعة التّوحيد الدّرزيّة.