جمعها المرحوم الشّيخ سميح ناطور
والّتي ستصدر قريبًا ضمن كتاب شرع بإعداده قبل وفاته تحت عنوان: “الذّاكرة الدّرزيّة”
وهو مشروع لجمع وتدوين ونشر قصص من تراث وتاريخ أهل التّوحيد

أين يقع مقام وقبر النّبي أيّوب عليه السّلام في العراق؟
للنّبيّ أيّوب عليه السّلام مرقد وله مقام، فالمقام هو مكان رحل إليه هو وزوجته واعتزل به النّاس والمجتمع، ويقع على الطّريق بين الحِلّة والدّيوانيّة، فهو مقامه ومدفن زوجته وفيه بئران، أمّا في هذه المنطقة بمدينة بابل منطقة الرارنجية تحديدا فهو مرقده وبيت أبيه، وهذه الأرض كلها مُلك له، فهم من عائلة كانت تُعرف بالغنى، صحيح أنه لا توجد دلائل تاريخيّة في الكتب، لكن هذه الأخبار تواردت عبر الأجيال عن طريق أهل القرى في المنطقة.
ثمّة شواهد كثيرة تثبت وجود النّبي أيوب في هذه المنطقة، منها المنطقة المسمّاة بـ(الملتهبة) وهي منطقة سبخة بين مناطق زراعيّة زاهية ومثمرة وهذه “السبخة” لا يمكن زراعتها ولا أحد يعرف السّبب، لكن عندما نرجع إلى التّاريخ، ونقرأ قصّة النّبي أيوّب والابتلاء الّذي حلّ به، مِن حرق المحاصيل الزّراعيّة، وقتل الأبناء نجد أن هذه الأرض هي الّتي كان يزرعها، وقد أُحرقت كلها، وإلى اليوم لا ينبت فيها زرع، ولا يمكن استصلاحها.
هذا المكان هو بيت أبيه، ثم بيته، والآن هو مرقده الشّريف ومكان دفنه، لم يخرج من هذا المكان إلا عندما حلّ به البلاء، إذ ذهب هو وزوجته إلى ذلك المكان الواقع على طريق الدّيوانيّة.
المرجع: موقع “الشبكة العراقية”.
لماذا بعث الله سحابة ماطرة فوق مقام سيدنا بهاء الدين (ع) في إحدى الزّيارات؟
يُعتبر مقام سيدنا بهاء الدين عليه السّلام، إلى جانب مقام سيدنا سبلان عليه السّلام، أعلى وأجمل مقاميْن في البلاد حيث يشرفان على مناطق واسعة من البلاد، وقد منحهم الله وللسّكّان هناك النّسيم العليل، والمناظر المبهجة، والشّعور الطّيّب. ومقام سيّدنا بهاء الدين متواجد في قمّة جبل حيدر قرب بيت جن، وهو يحتوي على مغارة كان مولانا بها الدين (ع) يتعبّد فيها أثناء مكوثه في الجبل. وقد ورد في الأصول التّوحيديّة أنّ مولانا بهاء الدّين (ع) كان فترة حاكمًا في دمشق، وكان يتجوّل في ربوع الموحّدين في بلاد الشّام ووادي التّيم والجليل، ولذلك توجد له عدّة مقامات. وقد نعمت قرية بيت جن بمكوث مولانا بهاء الدّين إلى جانبها فترة من الزّمن وأُقيم شبه بناء في الموقع الّذي مكث فيه. والجدير بالذّكر أن سكّان قرية بيت جن والزابود والبقيعة هم من الموحّدين الأوائل الّذين تقبّلوا دعوة التّوحيد، وعاشوا في هذه القرى وظلّوا فيها حتّى يومنا هذا. وقد قام السّكّان بعد إغلاق الدّعوة إلى تبنّي الموقع الّذي عاش فيه مولانا بهاء الدّين (ع)، واستعملوه للصّلوات ولإيفاء النّذور كأي مكان مقدّس آخر. وقد امتاز المكان بكثرة القصص عن الكرامات الّتي جرت فيه، وإحدى هذه القصص تقول: إنّه في إحدى السّنين أُجريت زيارة لإيفاء نذر لإحدى العائلات في القرية، وكان الفصل صيفًا، والطّقس حارّا، والنّاس يحصدون غلالهم في أراضيهم في المرج المترامي تحت أقدام الجبل. وقد قام أحد الشّبّان المتهوّرين، بمحاولة الاعتداء على ممتلكات المقام أثناء الزّيارة، فما كان من الله سبحانه وتعالى، إلا أن أرسل سحابة سوداء ماطرة، حجبت نور الشّمس، وأخذت السّماء تبرق وترعد، وانهال سيل من بَرَد، ممّا دفع أصحاب النذر، إلى ترك القدور على النّيران، والهروب نحو القرية، في حين كانت الشّمس تلهب بحرّها ظهور الحصّادين على مرأى من المكان.
المرجع: مجلة “العمامة”
لماذا اختار سيّدنا أبو عبد الله (ع) عين العلق
سيّدنا أبو عبد الله (ع) محمد بن عبد الوهاب القرشي، أحد الأركان، ومن كبار الدّعاة والحدود الرّوحانيين، وهو سفير القدرة، حيث كان دائم التجوّل في ربوع الموحّدين، يتفقّد أحوالهم، ويرعى شؤونهم. وكان يتريّث أحيانا في منطقة ما حتّى يستتبّ الأمر فيها، ولذلك توجد له بعض المقامات في مواطن أهل التّوحيد. ويُعتقد أنه مرّ في طريقه إلى وادي التيم وحلب وبالكرمل، ومكث فيه فترة من الزمن، وحسب الأساطير الشّعبيّة في القرية وفي الطّائفة، اتّخذ له مأوى بجانب عين العلق الواقعة في الطرّف الجنوبيّ الغربيّ لقرية عسفيا، في منحدر وادٍ يتّجه إلى قرية دالية الكرمل. والاعتقاد السّائد أنّ سيّدنا أبو عبد الله (ع)، اختار عين العلق لأن الحصول على الماء يتطلّب جهدًا، وكان بذلك يريد أن يبثّ رسالة أن يقدّر الإنسان أيّ شيء يحصل عليه بعد مشقّة أكثر ممّا يأخذه بالرّاحة، ولهذا الموضوع توجد معانٍ خفيّة. وعندما تأسّست قرية عسفيا على بعد حوالي 500 م من العين، كانت في أذهان السّكّان، وكان لها ذِكر وروايات. والمتوارث هو أنّ النّاس تعوّدوا على وجود أربع شجرات باسقات بجانب العين، أكسبت المكان جمالّا وروعة. فأخذ النّاس يعقدون أفراحهم ومناسباتهم واجتماعاتهم هناك. وأثناء تهيئة الأرض لإعداد متّسع من المكان للاجتماع، عثروا مع الوقت على حجرة مهجورة تحتوي قبر قديم فتمّ، ترميم القبر والحجرة، وبدأ الناس يشعرون بقداسة المكان عن طريق ظهور بعض الكرامات لهم أثناء اجتماعاتهم وزياراتهم، فأخذوا يوفون النذور ويحتفلون بجانب الضّريح والعين، كما أنّ الشّيوخ بينهم كانوا يؤدّون الصّلوات في مواعيدها. وعُرف المكان بمكان مقدّس يحمل اسم مولانا أبي عبد الله عليه السّلام. وفي السّتينات، قام صاحب الأرض الشّيخ فارس أبو فارس ببناء المقام حول القبر المُرمّم وأمام العين. وهكذا كبر المقام وتمّ تعيين زيارة رسميّة له في الخامس عشر من شهر تشرين ثاني كلّ عام، بحضور الرّئاسة الرّوحيّة ومشايخ الدّين من الكرمل والجليل والجولان.
المرجع: مجلة “العمامة”
أين توجد مواقع السّتّ سارة (ر) في بلادنا؟
السّتّ سارة (ر) هي شخصيّة دينيّة مرموقة، كانت من أكابر نشطاء الدّعوة بسبب حكمتها وشخصيّتها وقدراتها العقليّة، وقد كانت ابنة أخ المقتنى بهاء الدّين عليه السّلام، فكان يعتمد عليها ويبعثها في مهمّات مسئولة عن رجال، لكنها هي صاحبة القرار، وغالبًا ما كان يسافر معها والدها شقيق المقتنى، وأشهر مهمّة قامت بها هي إيفادها لوادي التيم لإبلاغ الشرذمة المنحرفة بالرجوع عن غيّها، وقد قامت بالسّفر من مصر إلى وادي التّيم، فأبلغت رسالتها وعادت ومرّت في طريقها في عدّة أماكن منها: البانياس، قرية كسرى، قرية يركا، قرية جولس وقرية دالية الكرمل، وفي كلّ هذه الأماكن توجد آثار تحمل اسمها، وتحظى بقداسة واهتمام السّكاّن.
المرجع: مجلة “العمامة”
لأي غرض بالإضافة على الأمور العاديّة يُستعمل مقام النبي يهودا (ع)؟
النّبي يهودا (ع) هو أحد أبناء النّبيّ يعقوب (ع)، وهو الّذي أشار، كماورد في التّوراة، على بيع أخيه يوسف لكي ينقذه من الموت، وهو الّذي كان حاميا لأخيه الصّغير بنيامين، يقع مقامه في غور الأردن في سهل الحولة قريبًا من أراضي الخيط الّتي استعملها أهالي بيت جن. وهو عبارة عن مبنى من بنايتيْن صغيرتيْن، يضمّ الضّريح وحوله غرف، وقد أقيم بين بساتين وأراضٍ زراعيّة في منطقة سوداء مليئة بالحجارة البازلتيّة، وهو بعيد عن السّكّان، وكان سكّان قرية بيت جن قبل عام 1948 يكثرون من زيارته، حيث كانوا يقضون أوقاتًا كثيرة في أراضيهم في سهل الخيط، لكن وقع المقام بين عام 1948- 1967 في منطقة حياديّة بين سوريا وإسرائيل، ولم يكن بالإمكان الوصول إليه. ولقد توصّل فضيلة الشّيخ موفق إلى اتّفاق مع سلطة حماية الطّبيعة والأراضي، أن يكون المقام تحت رعاية الطّائفة الدُّرزيّة. وهو يُستعمل للصّلوات وإيفاء النذور، وبسبب عزلته عن الناس يتّخذه شباب الطّائفة الدُّرزيّة المتديّنون مكانًا لدراسة الكتب المقدّسة وحفظها.
المرجع: مجلة “العمامة”

كيف انتهت زيارة الشيخ إبراهيم الهجري بالخفاء إلى فلسطين؟
سافر فضيلة الشّيخ مع جمّالة بلدته إلى فلسطين قاصدًا زيارة الإخوان، وأوصاهم أن يكتموا اسمه رغبة في إخفاء شخصه الكريم وهربًا من الشُّهرة. ولمّا وصل إلى قرى الموحّدين الدّروز أخذ النّاس يسألونهم عن سيّدنا الشّيخ إبراهيم فيجيبونهم: الحمد لله بخير. ولما وصلوا إلى المكان المقصود ودخلوا المجلس وكان قد حضر من حضر من أهل البلد سألوهم عن الشّيخ ومن أيّ بلد هم؟ فأجابوا: من قنوات. فقال المعازيم بما أنكم من بلد الشّيخ نريد أن نعرف أسماءكم. فسمّى بعضهم بعضًا حتّى وصلوا إلى سيّدنا الشّيخ فسكتوا ولم يلفظوا اسمه. فقالوا: ومن هذا الرّجل الّذي لم تفصحوا عن اسمه؟ أجابوا هو أمرنا بكتم اسمه فألحّوا عليهم طالبين معرفة اسمه. فقالوا لهم: هذا هو الشّيخ الّذي أكثرتم السّؤال عنه. فقال المعازيم: الشّيخ أبو حسين إبراهيم ضيفنا ولا تعلمونا!! فأقبلوا عليه وبدأوا بتقبيل يديه والتّرحيب به بما يليق بمثله. وطلبوا منه الإفادة فأفاض عليهم بعلمه بما أفاض الله سبحانه عليه.
ماذا قال أمير الشّعراء لمندوب عطوفة الباشا سلطان؟
انتدب عطوفة الباشا سلطان، المجاهدَ الشيخ يوسف العيسمي إلى الحجاز، لمقابلة جلالة الملك عبد العزي، فدخل الحجاز عن طريق مصر، وهناك زار أمير الشّعراء أحمد شوقي، ونقل إليه شكر الدّروز على الأبيات الرّائعة، الّتي وصف فيها الدّروز في قصيدته عن دمشق، فأجابه أمير الشّعراء قائلاً: “يستحقّ الدّروز المدافعون عن وطنهم وشرف أمتهم، أن يهتمّ بهم الأدباء والمؤرّخون، وأن يخلِّد الشّعراء ذكر أعمالهم المجيدة”.
المرجع: “مذكرات الباشا سلطان”
كيف تزامن وصول المشايخ مع إعلان الثّورة؟
في اللّيلة التي أعلنّا فيها الثّورة، ليلة 17 تمّوز عام 1925 حضر وفد من رجال الدّين يتقدّمه الشّيخ أبو هاني علي الحنّاوي من السّهوة، والشّيخ سعيد الحِجلي من عرمان، فرحّبتُ بهما وأجلستهما في غرفة خاصّة من غرف دارنا الداخليّة وقلت لهم: “لم أكن أتوقّع زيارتكم في مثل هذه اللّيلة، ولكنّي سعيد جدًا أن أجتمع بكم لعلّني أستلهم من وعظكم وإرشادكم ما ينير طريقي، ويضاعف من قوّة إيماني، وشدّة عزيمتي، ويجعلني جديرًا بحمل رسالة الثّورة، الّتي تقرّر إعلانها في الصّباح الباكر، والسّير تحت رايتها الخفاقة. فأجابني الشّيخ أبو هاني علي الحنّاوي شيخ العقل: لم نأتِ لزيارتك إلا بعد أن تفاهمنا مع شيخيْ العقل الفاضليْن الشّيخ أحمد الهجري والشّيخ حسن جربوع اللّذيْن حالت دون حضورهما الظّروف الرّاهنة في مثل هذه السّاعة المتأخرِّة من اللّيل. نحن نشعر بأنّ الموقف حرج، والخطر المحدِّق بالبلاد كبير جدًا. وقد بذلت الهيئة الرّوحيّة في الجبل كثيرًا من الجهود لتحول دون وقوع هذا الخطر. لكنّ السّلطة الفرنسيّة لم تفتح بابًا للأمل، لذلك جاز لنا أن نبارك كلّ خطوة تخطوها في سبيل الدّفاع عن كرامة الشّعب، وحفظ الناموس والعرض، وإننا لنبتهل إلى المولى القدير بأن يحفّك ويرعاك ويحقّق لنا النّصر المبين على يديْك.
المرجع: “مذكرات الباشا سلطان”- ص154