يقول فضيلته:
يجب أن تكون كلمة بني معروف أينما كانوا وأينما وُجدوا واحدة.
يترتّب العمل دائمًا على تطبيق مبدأ صدق اللّسان وحفظ الإخوان في مختلف الأقاليم في بقاع الأرض.
يصل عدد الدّروز في المملكة الهاشميّة الأردنيّة نحو 25 ألف نسمة.
هناك في قلب الصّحراء في الأزرق الشّماليّ حيث يسود المناخ الصّحراويّ القاسي بطبيعته ليل نهر، كان لي الشّرف أن التقي الشّيخ عجاج مهنا عطا أبا أشرف في منزله العامر بتاريخ الثّاني عشر من تشرين الأوّل من عام الفين وستة عشر، وكان استقباله أخويًّا وودّياًّ ينمّ عن الغبطة والسّرور اللّتين برزتا على محيّاه الوسيم، مشيرًا في مستهلّ حديثه إلى ما يكنّه من تقدير واحترام لنا وللمرافقين وخاصّة من النّاحية الأخلاقيّة والأدبيّة مؤكِّدا صدق النّوايا والإيمان بدين التّوحيد مفتخرًا بانتمائنا جميعًا إلى الدّوحة المعروفيّة الأصيلة، وحقيقة، غمرنا والمرافقين بلطفه وحُسن لقائنا بفضيلته لما يتحلّى به من ضلاعة وأخلاقيّات في دين التّوحيد والمعلومات الّتي أفصح عنها، ذلك بعمق معرفته اللّغويّة، الأدبيّة والدّينيّة.
الشّيخ أبو أشرف من مواليد الأزرق بتاريخ 4.3.1946 متزوِّج وله ثلاثة من البنين وثلاث من البنات، وقد جاء إلى القيادة الدّينيّة من حقل التّربية والتّعليم حيث عمل مدرِّسًا ناجحًا في موضوع الرّياضيّات.
وفيما يخصّ العشيرة المعروفيّة في الأردن أشار الشّيخ إلى أنّ عدد أبناء الطّائفة يصل تقريبا إلى 25 ألف نسمة يقطنون في المدن والقرى التّالية: الأزرق، عمّان العاصمة، الزّرقاء، الرّصيفة، الهاشميّة، أم القطّين، المفرق وعدد قليل يسكنون مدينة العقبة.
وعن أحوال الدّروز بشكل عامّ يقول فضيلته: الحمد لله الطّائفة هنا في المملكة بكرامة ومكانة هامّتيْن تدعوان إلى الارتياح في ظلّ جلالة الملك عبد الله الثّاني، ويمثّل الطّائفة في البرلمان الأردنيّ النّائب فيصل الأعور وأُعيد انتخابه ثانية والعين السّيّد أيمن الصّفدي الّذي يشغل نائبًا لرئيس الوزراء ووزيرًا للإعلام “اليوم يعمل وزيرًا للخارجيّة بدلّا من الإعلام”، وأضاف الشّيخ مهنّا مشيرًا إلى أنّ الدّكتور خالد الأعور يعمل منسِّقًا لمكتب الأمم المتحدّر في القدس، كما يشغل كادر من أبناء الطّائفة في المؤسّسات الحكوميّة المختلفة.
ومن النّاحية الدّينيّة حدّثني فضيلته قائلًا: تنتهج الطّائفة الدّرزيّة هذه الأيّام نهجًا دينيًّا وسطيًّا بما معناه عدم التّطرُّف والمغالاة
وأنّه إذا سئل أحد عن شيء ما وهو لا يعلم فيتوجّب عليه القول: لا أعلم ولا يجيب حسب رأيه هو كي لا يقع في خطأ، وبهذا تتّسم الطّائفة بالابتعاد عن العنف والطّائفيّة، لأنّ الله سبحانه وتعالى قال: “يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتتعارفوا وإنّ أكرمكم عند الله أتقاكم، ويجب اتّباع السّراط المستقيم كما قال تعالى: وإنّ سراطي مستقيم فاتبّعوه”.
وعن مسلك التّوحيد بشكل عامّ قال فضيلته: يجب أن تكون كلمة الطّائفة المعروفيّة واحدة أينما كان ووُجد بنو معروف، ذلك من منطلق مبدأ صدق اللّسان وحفظ الإخوان مشيرًا إلى أنّه يرجو من الشّباب أينما كانوا أن يطّلعوا بشكل كامل على أساس الموحّدين وما قيل عنهم سلبًا وإيجابًا، وأن يقرأوا الكتب السّماويّة المنزَلة والأحاديث النّبويّة الشّريفة ويتباروا في دراسة رسائل الحكمة بتعمّق لفهمها على أصولها وإدراك ما جاء فيها، ويجب عدم النّظر للسّلبيّات أو الإيجابيّات فقط، بل إلى الجوهر الصّحيح مشيرًا إلى ما قاله المرحوم الشّيخ الفاضل نفّعنا الله ببركاته: اللّهم قدرِّنا على حفظها ودراستها وفهم معانيها ورضا قائليها والعمل بما جاء فيها.
وفي خضمّ الحديث والحوار عن الدّروز أجمل الشّيخ أبو اشرف قائلًا: إنّ الطّائفة المعروفيّة وُجدت قبل ما يزيد عن اكثر من 1100 عاما وعُرفت منذ ذلك الحين بمبادئ الحفاظ على الشّرف والعرض والأرض أينما كانت وكذلك نشأت على مبدأ حفظ الاخوان والصّدق والعمل بموجب تعاليم ونواهي دين التّوحيد وتوحيد الخالق الواحد الأحد الفرد الصمد ويضيف الشّيخ أنّ الحفاظ على الجار وحماية المستجير والعمل بموجب التّعاليم التّوحيديّة الّتي تدعو إلى التّعامل باحترام متبادَل مع جميع الطّوائف، والعيش باحترام ومحبّة وإخلاص كان الجميع أبناء أمّة واحدة وكلّ وشأنه الخاصّ به في ظلّ تعاون بنّاء واحترام متبادَل، وكذلك جميع المعتقدات لجميع الملل في ظلّ الإيمان بحرّيّة المعتقد لكلّ مخلوق في هذه المعمورة.
وفي ختام اللّقاء في بيت الشّيخ العامر في الأزرق أشرنا معًا إلى العمل دائمًا على طريق السّلام الأخويّ ونبذ العنصريّة تمشيًّا مع مبدأ الوسطيّة بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معنى وكذلك ليفقه الموحِّدون أينما كانوا ويدركون أبعاد فهمهم للدّين الّذي يدعو إلى السّلام بكلّ صوره وللتّعايش المحترم لجميع أبناء الطّوائف في ظلّ الاحترام المتبادَل والكامل.
وفي نهاية اللّقاء توجّهنا معًا بنداء توحيديّ أخويّ إلى جميع القيادات الدّينيّة والزّمنيّة لدى أبناء معروف في كلّ مكان بالعمل الدّائم والدّؤوب على تطبيق مبدا صدق اللّسان وحفظ الإخوان في كلّ آن وزمان وخاصّة في الظّروف الرّاهنة في مختلف الأقاليم الّتي يتواجد فيها بنو معروف محليًّا، إقليميًّا وعالمياًّ والله من وراء القصد. v