ظهرت على مدار التاريخ حضارات بشرية عديدة على كوكب الأرض الذي نعيش عليه، وتعاقبت على مرّ العصور والدهور، منها ما اندثر واختفى، وبعضها ما زالت بقاياها وآثارها حتّى أيّامنا هذه، ويكتنفها المجهول والغموض، وكثير من التساؤلات حول مصادر تلك الحضارات وأهدافها، وماهية حياة الناس في تلك الأزمنة، وأسباب هبوطها وزوالها من العالم والوجود، وبين الفترة والأخرى يكتشف الباحثون بقايا وأثارا لتلك الحضارات، وبعض الأجوبة للتساؤلات والقضايا حولها، من بين تلك الحضارات نعرف قليلا عن الحضارة الفرعونيّة المصريّة القديمة، والحضارات الهنديّة والصينيّة القديمة، وحضارة المايا في المكسيك وأمريكا الجنوبيّة، والحضارة اليونانيّة والرومانيّة وباقي حضارات حوض البحر الأبيض المتوسط، وقد سبق تاريخيا ظهور حضارات أقدم من كل التي ذُكرت سابقا، وكان لها تأثيرا على الحضارات التي جاءت بعدها، مثلا فن الهندسة المعماريّة، وبناء الأهرامات والقصور والقلاع والمباني والآثار القديمة، وفنّ التحنيط والطب القديم وعلم الفلك وغيرها، كلها انتقلت من حضارة أطلنطيس (قبل ١٢ الف سنة) العريقة الى مصر القديمة وغيرها، وكذلك من حضارة المايا القديمة وحضارة ليموريا القديمة، (حضارات ما قبل التاريخ المكتوب)، انتقل العلم والمعرفة مع فئة قليلة من الناس والعلماء والخبراء الذين هاجروا وأبحروا من اطلنطيس وغيرها الى مصر وبلاد ما بين النهرين(العراق القديمة -ميسوبوتاميا) والهند والصين والمكسيك واليونان.. وشيّدوا بعضا من المعالم الحضارية التي نرى بعض آثارها في أيّامنا هذه، بالإضافة إلى الآثار والمعالم الماديّة، التي مازال بعضها قائما حتى أيّامنا هذه في بعض البلدان، وصل الناس في تلك الأزمنة إلى تحقيق إنجازات معنويّة وعقليّة وروحانيّة بدرجة عالية، وبمستوى رفيع أحيانا، لم يصل الإنسان الحاضر على الأرض إلى تحقيقه كما كان في السابق…على سبيل المثال.. القدرة الروحانيّة للسفر في الفضاء والكون بواسطة الجسم الأثيري، أو الفضائي astral body، الذي هو مُركَّب روحانيّ وجزء من الروح البشريّة، غير مرئي وغير محسوس، يفارق الجسد المادي للإنسان، خلال النوم العميق، ويتجوّل في الفضاء لاكتساب معلومات مباشرة من العالم والكون، وسرعته تفوق سرعة الضوء ويعود إلى جسد صاحبه قبل ان يستيقظ من نومه، ويفارق الجسد المادي نهائيا مع الروح عند الموت وانفصالها عن الجسد المادي. وكانت هذه القدرة وغيرها منتشرة كثيرا بين الناس، وبشكل واعٍ وليس فقط خلال النوم (حالة لا وعي) كما هو معروف في عصرنا هذا، وكذلك تطوّر القدرات العقليّة والروحانيّة الفوق -ماديّة وما بعد الطبيعيّة، مثل الحاسّة السادسة والسابعة والتلباثي (telepathy)، وغيرها، بعضها كان خياليا وأسطوريًّا سابقا، واليوم بدأ عصر الانفتاح الروحاني، وتطوير القوى والقدرات العقليّة والروحيّة عند البشر، وسكاّن الأرض كما كانت منتشرة سابقا في بعض العصور والحقب من تاريخ العالم والبشر.
رحيل البروفيسور قيس فرو
ودّعت قرى الكرمل والطائفة الدرزية وأسرة التربية والتعليم الأكاديمي في البلاد المرحوم البروفيسور الأستاذ أبو غسان قيس فرو (1944-2019) الذي