الموقع قيد التحديث!

شهداء الحرب الأخيرة من أبناء الطّائفة الدّرزيّة #2

بقلم بيت الشهيد الدرزي

ثكلت الطّائفة الدّرزية منذ بدء حرب “السّيوف الحديديّة في السّابع من أكتوبر من العام الماضي 13 ضابطًا وجنديًّا من خيرة أبنائها على الجبهتيْن الجنوبيّة والشمالّية سبعة من خيرة أبنائها البررة من الضّباط والجنود الّذين قاموا بأعمال بطوليّة يشار إليها بالبنان في هذه الحرب دفاعاً عن أرض الوطن. وقد كتبنا في العدد السّابق عن الشّهداء: المرحوم المقدّم عليم سعد – يانوح، المرحوم المقدّم سلمان حبقة – يانوح، المرحوم الرّائد جمال عبّاس – البقيعة، المرحوم دانيال راشد – شفا عمرو، المرحوم عدي مالك حرب – بيت جن، المرحوم جواد عامر – حرفيش، المرحوم سفيان خالد دغش – المغار، أمّا في العدد الحالي فسننشر نبذة عن حياة المرحوم أنور سرحان – حرفيش والمرحوم الميجر جلاء ابراهيم – ساجور والمرحوم الكابتن وسيم محمود – بيت جن، والمرحوم الميجر نائل فوارسة – المغار، الجنديّ العريف بهاء شفيق عبد – يركا، الشّاب باسل حمزة سرحان – المغار، رحمهم الله جميعًا وأسكنهم واسع جنّاته:

المرحوم أنور سرحان – حرفيش

الجنديّ احتياط أنور سرحان استشهد بتاريخ 17\01\2024 في ختام نشاط عمليّاتي.

وُلد المرحوم الجنديّ احتياط أنور سرحان ابن قرية حرفيش، بتاريخ 29/03/1997 لوالديْه راضي وتمام سرحان، وقد كان الجنديّ أنور الابن الأصغر بين سبعة إخوة وأخوات في عائلة صاحبة قلب كبير.

درس في قريته وأنهى دراسته الثّانوية فيها، وبرز في صفوف عائلته وبين أصدقائه ومعارفه، حيث كان شخصاً مِعطاءً يهتمّ بالجميع، ويبذل كلّ ما في وسعه من أجل الآخرين. لم يعرف للتّذمّر معنى، كان بطلاً لا يخاف أبداً وعبّر عن آرائه بشجاعة وجرأة وتميزّت انتقاداته الشّخصيّة بالموضوعيّة واحترام الآخر.

 لبّى المرحوم أنور كلّ مهمّة او نشاط او طلب او توجّه إليه على الفور دون أيّ تردّد، واعتنى بإخلاص تامّ بوالديه وعائلته وأصدقائه وحتّى بالأشخاص الّذين لم تربطه علاقة بهم، حيث لم يكتفِ أبدًا بما كان يقدّمه لهم بل كان يهتمّ دائمًا بمنح المزيد، دون انتظار أيّ المقابل. وخلال فترة دراسته الثّانويّة، عمل في مصلحة لعائلته مع إخوته بتفانٍ وإصرار.  في العام 2015، انخرط المرحوم أنور كمحارب في صفوف جيش الدّفاع في لواء كفير، كتيبة شمشون، وقد برز كشخص محترف ذي قيم ومحبوب لدى الجميع.  بعد إنهائه لخدمته العسكريّة، ثمّ التحق في وظيفة قائد ورديّة في قسم الأمن في مستشفى شعاري تسيديك حتّى العام 2022.

 وبعد أن أكمل أنور إجراءات التّجنيد لوحدة نحشون، وفي 07\10\2023 تمّ استدعاؤه بأمر الطّوارئ رقم 8 الى الحرب في وحدته كمحارب في منطقة يهودا والسّامرة، وقد استُشهد الجنديّ احتياط أنور في ختام نشاط عمليّاتي ليليّ في التّاريخ الموافق 17\01\2024. وجرت مراسم تشييع جثمانه في قريته حرفيش. ورثاه قادته بالقول: “لقد كان أنور محارباً شجاعاً وبطلاً، حارب مع رفاقه على مدار الساعة ضد العدو، نفذ اعتقالات وقام بمواجهة وملاحقة الإرهابيين والقضاء عليهم بشجاعة مع رفاقه”.

ووُصف أنور بالجندي المتميز، المخلص، الاجتماعي والمسؤول، حيث كان يهتم برفاقه الذين اعتبرهم إخوة له، وبرز بحضوره وبثقته ومحبته. رحمه الله.

المرحوم الكابتن وسيم محمود – بيت جن

الكابتن وسيم محمود البالغ من العمر 23 عامًا كان قائد سريّة في كتيبة الهندسة 601 واستُشهد في منطقة رفح يوم 15\6\2024 مع سبعة محاربين آخرين. وقد أقيمت مراسم تشييع جثمانه في قريته بيت جن بعد أن استُشهد مع سبعة محاربين آخرين جرّاء تفجير ناقلة جنود مدرّعة، وتمّت ترقيته إلى رتبة رائد.

وفور تلقّي خبر استشهاده خيّم الحزن والأسى على قرية بيت جن وعلى الطّائفة الدّرزيّة والدّولة عامّة، وقد عُرف وسيم بتواضعه وبصفاته الحميدة وبمسؤوليّته الكبيرة. كما وأعلن رئيس مجلس بيت جن المحلّيّ نزيه دبور جميع الاحتفالات الّتي كانت مقرّرة بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك.

وفي الكلمة التأبينية الّتي ألقاها الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة فضيلة الشّيخ موفّق طريف عدّد مناقب الفقيد وأشار إلى أنّ والد جدّه كان أوّل شهيد من قرية بيت جن قبل اثنين وسبعين عامًا.

وكان الرّئيس الرّوحي للطّائفة الدّرزيّة فضيلة الشّيخ موفّق طريف قد أصدر قبل ذلك بيانًا قال فيه إنّنا تلقّينا عشيّة عيد الأضحى الخبر الأليم بسقوط الكابتن وسيم محمود من بيت جن، مضيفًا أنّ الطّائفة الدّرزيّة تدفع مرّة أخرى ثمنًا باهظًا جدًّا، ثمنًا فوق قدرة التّحمّل في الحرب ومشيرًا إلى أنّ الكابتن وسيم ينضمّ إلى قائمة طويلة من الشّهداء الدّروز الّذين ضحّوا بحياتهم من أجل أمن الدّولة منذ اندلاع الحرب. ومضى الشّيخ طريف يقول إنّنا نكتشف مرّة أخرى أن الشّراكة والمساواة في تحمّل العبء هما في ساحة المعركة مشدِّدًا على أنّ مثل هذه المساواة يجب أن تطبَّق كذلك في الحياة اليوميّة غير أن الأمور ليست على هذا النّحو.

وأعلنت مؤسّسة بيت الشّهيد الدّرزيّ فور الإعلان عن خبر استشهاده

عن بالغ حزنها وعميق صدمتها وأسفها على رحيل الضّابط البطل وسيم الّذي عُرف ببسالته وشجاعته وحنكته القتالية.

 وأعتبر عمّ الضّابط وسيم شريف غانم استشهاده بمأساة كبيرة مؤكِّداً أنّه كان مقاتلاً شجاعاً أحبّه الجميع حيث كان من المفترض أن يخضع لعمليّة جراحيّة بعد أن أصيب في ذراعه في بداية الحرب لكنه قرّر تأجيلها حتّى انتهاء الحرب ليعود الى جنوده في ساحة المعركة.

المرحوم الميجر جلاء ابراهيم – ساجور

بقلوب يعتصرها الحزن والأسى ووسط حضور مهيب ودّعت قرية ساجور والطّائفة الدّرزيّة ودولة إسرائيل في الثّامن من تموز الماضي الميجر جلاء إبراهيم البالغ من العمر 25 عاماً الّذي استُشهد جراء إصابة مركبته بقذيفة مضادة للدّروع في منطقة رفح في التاّريخ الموافق 7\7\2024، قد تمّت ترقيته إلى رتبة رائد بعد استشهاده.

ويُذكر أن الميجر جلاء إبراهيم كان قائد سريّة في كتيبة الهندسة 601 التابعة للواء 401 حيث كان قد صرّح في مقابلة مع إذاعة كان في شهر مارس/ آذار الماضي إنّ للحرب تكاليف باهظة، ولكنّ الأهمّيّة تكمن فيما نقوم به لتحقيق النّصر الكامل، علماً بأنّه قد سار على درب ثلاثة من إخوته الضّباط في سلاح الهندسة حيث قاموا جميعًا بحثّ أبناء الطّائفة على الانخراط في هذا السّلاح. وعُرف الميجر جلاء الّذي كان الأصغر سنًّا في أسرته بتفوّقه وباجتهاده وتفانيه وبقدراته الهائلة وبطموحه الكبير وبسلوكه الحسن وباهتمامه الخاصّ بأفراد عائلته بشكل عامّ، وبوالدته بشكل خاصّ، وكان جدّه قد استُشهد في اشتباك في طولكرم.

بدوره قال الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة فضيلة الشّيخ موفّق طريف في كلمته التّأبينيّة: “أحيانًا يكون من الصّعب إيجاد الكلمات لتأبين بطل آخر سقط في هذه الحرب، أيّ بطل جبّار نرافقه في طريقه الأخيرة، فعند التّمعّن فقط بصورة جلاء وسماع تسجيلاته يمكن التّخيّل حجم خسارة ضابط واعد في الجيش. إنّ من يعرف عائلة جلاء عن قرب لن يتفاجأ، كوننا نتحدّث عن ابن لعائلة وطنيّة راسخة الجذور قدّمت وضحّت بكلّ ما تملك للدّولة منذ قيامها وحتّى يومنا هذا”.

وفي الكلمة التأبينية للوزير عميحاي شيكلي خلال مراسم تشييع جثمان الميجر جلاء قال: “إن الحلف الّذي يربط منذ القدم بين الدّروز واليهود مبنيّ على تقديس الحياة وعلى الإيمان بقدسيّتها وعلى تحريم القتل والزنا وعلى ميزة احترام الوالديْن الّتي هي ميزة واضحة لدى الطّائفة الدّرزيّة. إنّ هذا الحلف يفرض علينا، جميع قادة إسرائيل وحكومتها مسؤوليّة دعم وتعزيز العلاقة بين الجانبيْن”. رحمه الله وطيّب ثراه.

المرحوم الميجر احتياط نائل فوارسة – المغار

بقلوب ملؤها الحزن والأسى وبعيون دامعة تلقّت مدينة المغار والطّائفة الدّرزيّة في 19/09/2024 نبأ سقوط الجندي الشّاب الميجر احتياط نائل فوارسة الّذي استُشهد أثناء خدمته العسكريّة إثر تعرّضه لانفجار طائرة مسيرّة مفخّخة بالقرب من بلدة يعاره في شماليّ البلاد.

وكان الميجر احتياط نائل فوارسة الّذي سقط وهو في ال 43 من العمر، قائد سريّة في كتيبة “حيرف” في جيش الدّفاع وقد عُرف بشجاعته وتفوّقه وتفانيه ودماثة أخلاقه وبحبّه الشّديد لمجتمعه ولجيش الدّفاع ودولته. حيث كان قد أصيب قبل ستّة أشهر بجروح بصاروخ مضاد للدّبّابات وفور تعافيه عاد للخدمة العسكريّة.

وقد تمّ تشييع جثمان الميجر احتياط نائل فوارسة في مدينة المغار في موكب جنائزيّ مهيب بحضور الآلاف من سكاّن المدينة والطّائفة الدّرزيّة والطّوائف الأخرى وبمشاركة الوزيريْن عميحاي شيكلي وأوفير سوفير والرّئيس الروحيّ للطّائفة الدّرزيّة فضيلة الشّيخ موفّق طريف الّذي قال في كلمته التأبينيّة: “إنّ الميجر احتياط نائل انضمّ اإى قائمة طويلة من شهداء الطّائفة الّذين سقطوا منذ اندلاع الحرب لحماية الدّيار.” وتساءل فضيلته في كلمته ما لم يحن الوقت لتبرهن الدّولة ولاءها للمواطنين الدّروز ويشعر شبّان الطّائفة بحبّ الدّولة لهم في الحياة اليوميّة وليس فقط أثناء خدمتهم العسكريّة.

كما وأشار الو زير شيكلي إلى أنّه كان قد تلقّى رسالة معبرِّة في بداية الحرب من الميجر احتياط نائل فوارسة والتقى به مؤكِّدا بأنّه قد كان لديه حبّ عميق للدّولة ولطائفته التّي ينتمي إليها واصفًا إيّاه بالرجل الوطنيّ حسن السّيرة والتّعامل.

الجنديّ العريف بهاء شفيق عبد – يركا

   فجعت قرية يركا في التّاريخ الموافق 01.05.2024 بمصرع الجنديّ العريف الشّاب بهاء شفيق عبد البالغ من العمر 22 عامًا في حادث طرق مروِّع.

الشّاب المرحوم العريف بهاء الّذي كان يخدم في سلاح التّكنولوجيا والصّيانة في وحدة كوماندو (ميكانيكي سيارات) هو ابن الأستاذ الشّيخ المربّي شفيق عبد مدير المدرسة الثّانويّة الأخوّة في يركا، وقد كان شابًّا واعدًا جميل المبسم جمع بين الرّقة والرّجولة وعُرف بحسن أخلاقه وحبّه للنّاس وغيرته على بلده وطائفته، وتمّ تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير في المقبرة العسكريّة في يركا وسط حضور كبير.

 الشّاب باسل حمزة سرحان – المغار

في التّاريخ الموافق 24.02.2024 غيّب الموت عنّا المأسوف على شبابه باسل حمزة رجا سرحان (46 عاماً) ابن مدينة المغار الّذي تُوفي متأثّرًا بالجراح الّتي كان قد أصيب بها أثناء خدمته العسكريّة، وقد كان المرحوم الشّاب باسل شجاعًا وكريمًا ومحبًّا للناس وعُرف بإخلاصه الشّديد ووفائه الكبير لأهله وبلده وأصدقائه.

وأقيمت مراسم الصّلاة على الجنازة في بيت الشّعب الغربي في المغار وتمّ تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير في مقبرة المدينة. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.  

مقالات ذات صلة:

نشاطات طائفية – العدد 144

فضيلة الشيخ موفق طريف يقدم التهاني لأبناء الطوائف المسيحية زار فضيلة الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الكنائس

أصول عائلة فرج

عائلة فرج، هي عائلة تنوخية عريقة لها حضور وكيان في التجمعات الدرزية منذ عدة قرون وأنجبت شخصيات دينية لامعة كان

شعر: العِيدُ الكَبِير

العيدُ ما العيدُ؟ إنَّ العيدَ مَعناهُمظاهرُ العيدِ ليستْ غيرَ زينتِهقد يفرحُ الناسُ في ثوبٍ وزَخرفةٍويَسعدُ المرءُ في جَمعٍ وبهرجةٍلكنَما العيدُ