الموقع قيد التحديث!

شهداء الحرب الأخيرة من أبناء الطّائفة الدّرزيّة

ثكلت الطّائفة الدّرزية في إسرائيل منذ بدء حرب “السّيوف الحديديّة” في السّابع من أكتوبر من العام 2023، ثلاثة عشر ضابطًا وجنديًّا من خيرة أبنائها البررة على الجبهتيْن الجنوبيّة والشمالّية الّذين قاموا بأعمال بطوليّة يشار إليها بالبنان في هذه الحرب دفاعًا عن أرض الوطن. وقد كتبنا في الأعداد الأخيرة من مجلة “العمامة” عن الشّهداء: المرحوم المقدّم عليم سعد – يانوح، المرحوم المقدّم سلمان حبقة – يانوح، المرحوم الرّائد جمال عبّاس – البقيعة، المرحوم دانيال راشد – شفا عمرو، المرحوم عدي مالك حرب – بيت جن، المرحوم جواد عامر – حرفيش، المرحوم سفيان خالد دغش – المغار، المرحوم أنور سرحان – حرفيش، المرحوم الميجر جلاء إبراهيم – ساجور، المرحوم الكابتن وسيم محمود – بيت جن، المرحوم الميجر نائل فوارسة – المغار، العقيد إحسان سامي دقسة – دالية الكرمل والمرحوم تامر نبيل عثمان – كفر ياسيف، رحمهم الله جميعًا وأسكنهم فسيح جنّاته.

فيما يلي نبذه عن كل شهيد:

***المرحوم العقيد إحسان دقسة – دالية الكرمل

خيّم الحزن الشّديد على قرية دالية الكرمل مسقط رأسه والطّائفة الدّرزيّة ودولة إسرائيل عامّة باستشهاد العقيد البطل إحسان سامي دقسة في معركة في قطاع غزة في 20 أكتوبر 2024، عن عمر ناهز 41 عامًا بعد أن كان قد التحق بجيش الدّفاع في 9 يناير 2001 وخدم في سلاح المدرّعات، وقد ووري الثّرى في المقبرة العسكريّة في عسفيا. تاركًا وراءه زوجة هدى، ثلاثة أبناء عمري، ريف وياسمين، والديْن سامي وضوية، وأربعة إخوة. وفور إعلان خبر وفاته الّذي وقع كالصّاعقة على أسرته وقريته، تقاطر الآلاف من القادة والوزراء وكبار الضّباط والمواطنين من كافّة أرجاء الدّولة الى دالية الكرمل للمشاركة في مراسم تشييع جثمانه ومشاطرة عائلته الحزن والأسى في هذا المصاب الجلل.

عُرف العقيد إحسان دقسة الّذي شغل منصب قائد اللّواء 401 التّابع للفرقة 162 في قيادة المنطقة الجنوبيّة بأعماله البطوليّة وببسالته وشجاعته وقدراته القياديّة الفائقة وبحكمته العسكريّة وبدماثة خلقه، ودقّته العالية في أداء مهامه، وحرصه الدّائم على ترسيخ قيم الانضباط والتّفاني في صفوف القوّات الّتي قادها وخدمها بإخلاص وبمحبته الشّديدة لدولته وقريته ولأسرته الفريدة وأقاربه وأصدقائه وتفانيه وإخلاصه الّذي لم يعرف مثيلًا لقيم ومبادئ جيش الدّفاع. وفي ميدان الشّرف والانضباط، يبرز اسم العقيد إحسان دقسة كأحد الرّموز الّتي كانت مدعاة للفخر والاعتزاز إذ لم يكن مجرّد قائد فحسب، بل كان قدوة يُحتذى بها، يبثّ الثّقة في مَن حوله، ويصنع الفارق أينما حلّ، وقد ترك بصمته في كلّ موقع شَغَلهُ، وكان حاضرًا في قلوب رفاقه، لا بكثرة الكلام، بل بصدق الأفعال إلى أن استُشهد وترك وراءه سيرةً عطرة ستبقى تُروى للأجيال القادمة.

وُلد العقيد طيِّب الذِّكر إحسان دقسة في دالية الكرمل عام 1983، ودرس في الكلّيّة الأكاديمية «أونو»، وتخرج منها بعدما حصل على درجة البكالوريوس في القانون. وكان قد جُنِّد في جيش الدّفاع في العام 2001 والتحق بسلاح المدرّعات، وخدم فيه سنوات عدّة. شارك العقيد إحسان في حرب لبنان الثّانية في العام 2006، وحارب في معركة عيتا الشّعب، ودخل بمفرده بدبّابته إلى هذه القرية بعد أن حدّد خلال المعركة مصدر نيران أصابت قوّة مظلّيين تابعة لجيش الدّفاع، وعمل على تدمير مصدر النّيران، وإجلاء الجنود المصابين، وبسبب جهوده هذه، حصل على وسام تقدير وتميّز من قائد المنطقة الشّماليّة. أشغل لاحقًا منصب قائد سريّة في الكتيبة 75 ضمن اللّواء السّابع، ثمّ أصبح نائبًا لقائد الكتيبة 77 في العام 2012، وقائدًا للّواء السّابع في العام 2014، وترقّى إلى رتبة مقدّم وعُيّن قائدًا للكتيبة 82 عام 2016. وفي سبتمبر 2018، عُيّن قائدًا للكتيبة 532 في اللّواء 460، ثمّ ضابط عمليّات في القيادة الشّماليّة عام 2019، وعُيّن قائدًا للواء الجولان في أغسطس 2021.

عاد العقيد إحسان من جديد للدّراسة في كلّيّة الأمن القوميّ في أغسطس 2023. لكن معركة السّيوف الحديديّة أجبرته على العودة إلى منصبه في أكتوبر 2023. وقد رُقّي إلى رتبة عقيد إبّان الحرب في غزّة، وعُيّن قائدًا للواء 401 في 25 يونيو 2024، وكان مسؤولًا عن العمليّات العسكريّة في مخيّم جباليا، وقاد العمليّات العسكريّة على مستشفى الشّفاء وحيّ الزّيتون وبيت حانون وجباليا ورفح. فيما يلي مقتطفات من كلمات رئيس الدّولة، وزير الدّفاع ونائب رئيس هيئة الأركان التّأبينيّة:

رئيس الدّولة يتسحاق هرتسوغ:

“مع كافّة أبناء شعب إسرائيل، تلقّيت بحزن وألم النّبأ المُفجع عن استشهاد قائد لواء 401، العقيد إحسان دقسة، الّذي سقط في المعارك في جباليا. إحسان، بطل إسرائيل، مقاتل شجاع، متواضع وقِيَمي، واستشهاده يُعتبر خسارة لدولة إسرائيل وللمجتمع الإسرائيليّ بأسره.

أقف احترامًا وإجلالًا له وأحتضن عائلته، وأهل بلدة دالية الكرمل، وأخواتنا وإخواننا من الّطائفة الدّرزيّة الّذين فقدوا العديد من أبنائهم منذ بداية القتال، من خلال الإخلاص والتّضحية والتّفاني والشّراكة في المصير. رحمه الله.”

وزير الدّفاع (آنذاك) يؤاف غالانت في الجنازة:

“بحزن عميق وألم كبير، نودِّع العقيد إحسان دقسة، أحد أبرز وأفضل قادة الميدان في جيش الدّفاع الإسرائيليّ، ضابط شجاع، قائد محبوب ورمز للتّواضع والشّجاعة. قصّة العقيد إحسان تُعدّ رمزًا ونموذجًا لطريقة عمل قادة جيش الدّفاع، الّذين يسيرون في طليعة القوّات، في أخطر المواقع، ويشكّلون قدوة لجنودهم الّذين يتبعونهم في ساحة المعركة.

منذ أن تلقّيت النّبأ الأليم عن استشهاد إحسان، أتذكّر مرارًا اجتماعنا الأخير في الميدان، حيث كان يقود جنوده في مهمّة لتفكيك لواء رفح التّابع لحماس. لقد تركتْ لديّ قدرات الحسم والتّواضع والمبادرة الهجوميّة الّتي أظهرها العقيد إحسان انطباعًا عميقًا. كما في حياته، للأسف أيضًا في مماته، في أخذ المبادرة الهجوميّة والسّعي للمواجهة المباشرة مع العدو.

عائلة الفقيد العزيزة، لقد فقدت دولة إسرائيل اليوم قائدًا جريئًا، كان قائدًا طبيعيًا لجنوده ومصدر قوّة لقادته. رغم الحزن العميق الّذي لا يُحتمل، يجب أن تبقى شخصيّة إحسان، الابن، الزّوج، الأب، القائد، والمقاتل، رمزًا للأجيال القادمة في المجتمع الإسرائيليّ وفي جيش الدّفاع، ومصدر فخر وقوّة للطّائفة الدّرزيّة بأكملها.

الوالدان: سامي وضوية، الزّوجة: هدى، والأبناء: عمري، ريف وياسمين، أعدكم بأنّنا سنفعل كلّ شيء لتخليد طريق وذكرى إحسان وقِيَمه، وسنواصل السّير على دربه وفي مسارات إرثه. سيُكتب اسم العقيد إحسان دقسة من الآن وإلى الأبد بأحرف ذهبيّة بين أسماء أبطال دولة إسرائيل.

وستبقى ذكراك إحسان مباركة ومحفوظة في قلوبنا إلى الأبد.”

نائب رئيس الأركان الميجر جنرال أمير برعام في الجنازة:

“لقد كان العقيد إحسان دقسة القائد الأكثر إسرائيليّة الّذي التقيته، نحن معتادون على المعارك، والفقدان بالنّسبة لنا هو رفيق دائم – ومع ذلك، بقيت أفواهنا صامتة وعاجزة عن الكلام أمام حجم الخسارة الّتي أصابتنا إثر استشهاد العقيد إحسان، الّذي لم يكن سوى في الحادية والأربعين من عمره عندما سقط في المعركة، لكنّ الإنسان لا يُقاس بطول عمره، بل بالبصمات الّتي يتركها على من حوله، من خلال شخصيّته وأفعاله. العقيد إحسان، الّذي قاد رتل الدّبّابات في طليعة لوائه، جريء، حازم وقويّ، سيُذكر في صفحات تاريخنا كقائد محترف ومقاتل من الّطراز الأوّل، كان الأوّل في تطهير المنازل والأزقة من الإرهابيّين، وكان أيضًا الأوّل الّذي سقط هناك شهيدًا.

العقيد إحسان كان ابنًا لهذه الأرض وعاشقًا كبيرًا لها. إحساسه العميق بالمسؤوليّة، ولاؤه للدّولة، فخره بانتمائه للطّائفة، التزامه بزملائه ومرؤوسيه، تفانيه وروح الأخّوة القتاليّة – كلّ هذه الصّفات جعلته يتواجد هناك، في المكان الّذي سقط فيه أثناء أداء واجب حياته العسكريّة المليئة بالقيم، الّتي تجلّت في شخصيّته وفي أخلاقه في كلّ معاني النّبل والعظمة الّتي تميزّ حياة رجل الجيش المقاتل. قال ونستون تشرشل عن أمثاله: “أنا أحبّ الرّجل الّذي يبتسم أثناء قتاله” – ولهذا أحببته حبًا جمًا!

لقد قدّرتُ فيه قبل كلّ شيء قيادته الفريدة، الهادئة، المليئة بالثّقة بالنّفس، الإبداع، والقدرة على تحفيز قادته من الصّميم – وهي من أهمّ الصّفات، أو كما أفضّل تسميتها: “القائد غير الرّسميّ”، أيّ ذاك الّذي تنبع قدرته القياديّة بشكل طبيعيّ وتنمو من بين النّاس، من الأسفل إلى الأعلى.

لقد كان العقيد إحسان القائد الأكثر إسرائيليّة الّذي التقيته – ذاك الّذي يؤمن بعدالة الطّريق ويعرف كيف يشرح “لماذا نقاتل”.

عائلة دقسة فقدت اليوم أغلى ما تملك: إنسان رائع ومحبوب، هديّة من الله في قلب عائلة كبيرة ومميّزة. لكلّ أقاربه ترك في قلوبهم فراغًا هائلًا، يصعب تصوّره أو تعويضه.

أمّا نحن، فقد فقدنا شخصيّة مركزيّة في جيش الدّفاع، مقاتلًا شجاعًا، جريئًا، قويًا ومتفانيًا، وبلا أدنى شكّ كان يمكن أن يكون شخصيّة قياديّة محوريّة في الجيش، في قريته أو في الطّائفة – صاحب إمكانيّات هائلة للعمل والإبداع في جميع مجالات الحياة والمجتمع في إسرائيل.”

***المرحوم المقدم عليم سعد – يانوح

المقدم عليم سلمان عبدالله سعد من قرية يانوح الذي استشهد بضعة أيام قبل انهائه للخدمة العسكرية، في التاريخ الموافق 09.10.2023 حين كان يشغل منصب نائب قائد وحدة 300، يُعتبر من نخبة الضباط المتفوقين في صفوف جيش الدفاع، وقد حلّ خبر استشهاده كالصاعقة ليس فقط على أبناء عائلته وقرية يانوح مسقط رأسه والطائفة الدرزية بأكملها وإنما على دولة إسرائيل جمعاء. وفور نشر خبر استشهاده تقاطر الآلاف الى قرية يانوح لمشاطرة العائلة الحزن والأسى وتقديم واجب العزاء.

رحل عنا المقدم عليم البالغ من العمر 41 عاماّ، وهو في أوج عطائه تاركاً أسرة كريمة مؤمنة بقضاء الله وزوجة وثلاثة أولاد يعتصرهم الحزن والأسى على فراقه، بعد مقتله في اشتباك مع مخربين تسللوا من الأراضي اللبنانية الى الأراضي الإسرائيلية على مقربة من قرية عرب العرامشة، حيث سعى المقدم عليم إلى الاشتباك معهم والعمل على تحييدهم، وقال الضباط الذين خدموا معه: “لقد كان المقدم عليم محاربًا شجاعًا وذو خبرة وقائدًا من الدرجة الأولى، وكان من المفترض أن ينهي خدمته رسمياً في اليوم التالي ليبدأ التعليم”. كما ونُقل عن زوجته منى قولها بأنها قد أدركت فوراذاعة نبأ حادث تسلل إرهابيين إلى الشمال واشتباكهم مع قوة من جيش الدفاع، أن الحديث يدور عن المقدم عليم، لأنه كان دائمًا الأول وفي المقدمة في هذا النوع من الحوادث، مضيفة أنه فعل ما يفترض أن يفعله القائد. لقد منع تسلل إرهابيين إلى الشمال ومنع وقوع مجزرة في عرب العرامشة وكيبوتس إدميت.

يشار الى أن المقدم عليم سعد كان قد تجند وانخرط في صفوف جيش الدفاع في العام 2002 وتقدم في سلم الدرجات والرتب الى أن أصبح برتبة عميد وقد أشغل سلسلة من المناصب الهامة وبضمنها قائد فرقة حيرب بين الأعوام 2018 و2021.

وفور استشهاده، تم نشر شريط قيديو للمقدم عليم سعد التقط قبل عامين من استشهاده، بجانب حائط في قاعة لتخليد ذكرى جنود وحدة 300 الذين سقطوا في حروب ومعارك سابقة قال فيه من ضمن أمور أخرى: ” إنّ حائط التخليد هذا لا يفرق بين شهيد وآخر سواء كان من صفوف الدروز أو المسيحيين أو البدو أو اليهود. إنهم جميعاً يظهرون على نفس الحائط، وهذه هي أرض إسرائيل الجميلة، هكذا نبدو وهذا هو جيش الدفاع”. رحمه الله واسكنه واسع جناته.

***المرحوم المقدم سلمان حبقة – يانوح

المقدم سلمان عماد حبقة أبكى دولة بأسرها، كيف لا وقد هبّ منذ اللحظات الأولى لنشوب حرب “السيوف الحديدية” للدفاع بكل قواه وقدراته وحنكته العسكرية عن البلدات الإسرائيلية في غلاف غزة التي ارتكبت فيها حماس الإرهابية مجازر وأعمال وحشية. لم ينتظر المقدم عماد حبقة الأوامر لتنفيذ هذه المهمة وقام على الفور بترك منزله في قرية يانوح في شمالي البلاد وتوجه الى الجنوب ليقود سلسلة من المعارك الضارية ولينقذ حياة العشرات من السكان والجنود وخصوصاً من سكان كيبوتس بيئري ولاحقا داخل قطاع غزة حين تعرض مقاتلو الكتيبة 13 التابعة للواء غولاني لهجوم شرس من قبل مجموعات من عناصر حماس، فوصل الى المكان لنصرة جنود جيش الدفاع من لواء غولاني وليخوض هناك معارك شرسة. وفي تلك الليلة وبعد أن حارب ببطولة واستبسال استشهد قائد الكتيبة 53 المقدم عماد حبقة مخلفاً من ورائه إرثاً بطوليا سيتناقله السكان من جيل الى جيل.

وفور نشر نبأ استشهاد المقدم سلمان حبقة في التاريخ الموافق 02.11.2023 وصل الآلاف الى قرية يانوح مسقط رأسه من كافة الطوائف ومن كبار المسؤولين في الدولة لتقديم واجب العزاء والمشاركة في تشييع جثمانه.

وقد جرت مراسم تشييع جثمان المقدم سلمان حبقة وسط حضور مهيب شمل جمهوراً غفيراً وعددا من الوزراء وأعضاء الكنيست والعشرات من سكان من منطقتي الجنوب وبلدات غلاف غزة. وخلال هذه المراسم الحزينة قام الرئيس الروحي للطائفة الدرزية فضيلة الشيخ موفق طريف بإلقاء كلمة تأبين قال فيها: “إنّ استشهاد المقدم سلمان هو خسارة كبيرة لدولة إسرائيل وجيش الدفاع والطائفة الدرزية. لقد فقدنا بطلا، جنديا من خيرة أبناء هذه البلاد الذي كان دائما يسير في الطليعة وقد سقط وهو في مقدمة جنوده. بطل دافع عن مواطني الدولة وسكان كيبوتس بئيري بشجاعة وبسالة وحنكة واسعة وسقط في معركة للدفاع عن الدولة. الطائفة الدرزية تدفع مرة أخرى ثمناً باهظاً، من الضحايا والجرحى، وخيرة أبنائها يحاربون الان في كل الساحات، وقد استشهد خيرة القادة. قلبي مع العائلة الحزينة في هذا الوقت العصيب الذي لا يُحتمل. نصلي من أجل سلامة جنود جيش الدفاع في مهمتهم المقدسة التي يقومون بها”. كما وقال فضيلة الشيخ موفق طريف إنّ المساواة هي من حق الطائفة الدرزية مطالبا الحكومة أن تقوم بواجباتها تجاه الطائفة الدرزية وتجد حلاً للمشاكل التي تعانيها المدن والقرى الدرزية بما في ذلك مشاكل التخطيط والبناء وأوامر الهدم والغرامات وغيرها.

ولد المرحوم المقدم سلمان عماد حبقة في العام 1990 وتعلم في مدارس قريته يانوح في المرحلتين الابتدائية والاعدادية وأنهى تعليمة الثانوي في عكا ليلتحق بعد ذلك بالكلية قبل العسكرية “كيرم ايل” التابعة لمؤسسة بيت الشهيد الدرزي في دالية الكرمل، ثمّ انخرط في العام 2009 في سلاح المدرعات في صفوف جيش الدفاع وتقدم في سلم الرتب والمناصب وقد عيّن قائداً للكتيبة 53 في سلاح المدرعات. وعرف المقدم سلمان بشجاعته وبحبه لدولته وقدم كل ما لديه للجيش واهتم بجنوده وباحتياجاتهم بشكل خاص.

رحل المرحوم المقدم سلمان تاركاً من ورائه زوجة وطفل وأسرة كريمة فاضلة يعتصرها الحزن والأسى على هذا المصاب الجلل.

رحمه الله وطيب ثراه.

***المرحوم الميجر جلاء ابراهيم – ساجور

بقلوب يعتصرها الحزن والأسى ووسط حضور مهيب ودّعت قرية ساجور والطّائفة الدّرزيّة ودولة إسرائيل في الثّامن من تموز الماضي الميجر جلاء إبراهيم البالغ من العمر 25 عاماً الّذي استُشهد جراء إصابة مركبته بقذيفة مضادة للدّروع في منطقة رفح في التاّريخ الموافق 7\7\2024، قد تمّت ترقيته إلى رتبة رائد بعد استشهاده.

ويُذكر أن الميجر جلاء إبراهيم كان قائد سريّة في كتيبة الهندسة 601 التابعة للواء 401 حيث كان قد صرّح في مقابلة مع إذاعة كان في شهر مارس/ آذار الماضي إنّ للحرب تكاليف باهظة، ولكنّ الأهمّيّة تكمن فيما نقوم به لتحقيق النّصر الكامل، علماً بأنّه قد سار على درب ثلاثة من إخوته الضّباط في سلاح الهندسة حيث قاموا جميعًا بحثّ أبناء الطّائفة على الانخراط في هذا السّلاح. وعُرف الميجر جلاء الّذي كان الأصغر سنًّا في أسرته بتفوّقه وباجتهاده وتفانيه وبقدراته الهائلة وبطموحه الكبير وبسلوكه الحسن وباهتمامه الخاصّ بأفراد عائلته بشكل عامّ، وبوالدته بشكل خاصّ، وكان جدّه قد استُشهد في اشتباك في طولكرم.

بدوره قال الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة فضيلة الشّيخ موفّق طريف في كلمته التّأبينيّة: “أحيانًا يكون من الصّعب إيجاد الكلمات لتأبين بطل آخر سقط في هذه الحرب، أيّ بطل جبّار نرافقه في طريقه الأخيرة، فعند التّمعّن فقط بصورة جلاء وسماع تسجيلاته يمكن التّخيّل حجم خسارة ضابط واعد في الجيش. إنّ من يعرف عائلة جلاء عن قرب لن يتفاجأ، كوننا نتحدّث عن ابن لعائلة وطنيّة راسخة الجذور قدّمت وضحّت بكلّ ما تملك للدّولة منذ قيامها وحتّى يومنا هذا”.

وفي الكلمة التأبينية للوزير عميحاي شيكلي خلال مراسم تشييع جثمان الميجر جلاء قال: “إن الحلف الّذي يربط منذ القدم بين الدّروز واليهود مبنيّ على تقديس الحياة وعلى الإيمان بقدسيّتها وعلى تحريم القتل والزنا وعلى ميزة احترام الوالديْن الّتي هي ميزة واضحة لدى الطّائفة الدّرزيّة. إنّ هذا الحلف يفرض علينا، جميع قادة إسرائيل وحكومتها مسؤوليّة دعم وتعزيز العلاقة بين الجانبيْن”. رحمه الله وطيّب ثراه.

***المرحوم الميجر احتياط نائل فوارسة – المغار

بقلوب ملؤها الحزن والأسى وبعيون دامعة تلقّت مدينة المغار والطّائفة الدّرزيّة في 19/09/2024 نبأ سقوط الجندي الشّاب الميجر احتياط نائل فوارسة الّذي استُشهد أثناء خدمته العسكريّة إثر تعرّضه لانفجار طائرة مسيرّة مفخّخة بالقرب من بلدة يعاره في شماليّ البلاد.

وكان الميجر احتياط نائل فوارسة الّذي سقط وهو في ال 43 من العمر، قائد سريّة في كتيبة “حيرف” في جيش الدّفاع وقد عُرف بشجاعته وتفوّقه وتفانيه ودماثة أخلاقه وبحبّه الشّديد لمجتمعه ولجيش الدّفاع ودولته. حيث كان قد أصيب قبل ستّة أشهر بجروح بصاروخ مضاد للدّبّابات وفور تعافيه عاد للخدمة العسكريّة.

وقد تمّ تشييع جثمان الميجر احتياط نائل فوارسة في مدينة المغار في موكب جنائزيّ مهيب بحضور الآلاف من سكاّن المدينة والطّائفة الدّرزيّة والطّوائف الأخرى وبمشاركة الوزيريْن عميحاي شيكلي وأوفير سوفير والرّئيس الروحيّ للطّائفة الدّرزيّة فضيلة الشّيخ موفّق طريف الّذي قال في كلمته التأبينيّة: “إنّ الميجر احتياط نائل انضمّ اإى قائمة طويلة من شهداء الطّائفة الّذين سقطوا منذ اندلاع الحرب لحماية الدّيار.” وتساءل فضيلته في كلمته ما لم يحن الوقت لتبرهن الدّولة ولاءها للمواطنين الدّروز ويشعر شبّان الطّائفة بحبّ الدّولة لهم في الحياة اليوميّة وليس فقط أثناء خدمتهم العسكريّة.

كما وأشار الو زير شيكلي إلى أنّه كان قد تلقّى رسالة معبرِّة في بداية الحرب من الميجر احتياط نائل فوارسة والتقى به مؤكِّدا بأنّه قد كان لديه حبّ عميق للدّولة ولطائفته التّي ينتمي إليها واصفًا إيّاه بالرجل الوطنيّ حسن السّيرة والتّعامل.

***المرحوم الرائد جمال عباس – البقيعة

لبست قرية البقيعة في 18,11.2023 ثوب الحزن والأسى بفقدان الرائد المرحوم جمال عباس الذي استشهد في معركة في حي الشيخ عجلين بقطاع غزة. رحل الرائد جمال عباس تاركاً في القلب حسرة وفي العين دمعة ليس فقط لدى ذويه وأفراد أسرته الكريمة، وإنما لدى طائفة بأكملها لا بل لدى دولة بأسرها، فمن منا لا ترافقه تلك المكالمة مع والده العقيد احتياط عنان عباس وشقيقه النقيب احتياط جدعون عباس اللذان كانا يخدمان في قيادة المنطقة الشمالية عبر جهاز الاتصال اللاسلكي، والتي أصبحت المكالمة الأخيرة بينهم قبل استشهاده، أو كلمة الرثاء المعبرة التي القاها والده العقيد احتياط في مراسم تشييع جثمانه أو مواقف وكلمات جده العقيد احتياط جدعون عباس المؤثرة الذي كان من أوائل الضباط الدروز في جيش الدفاع الاسرائيلي.

وما أن أُعلن عن استشهاد الراد جمال عباس، قائد سرية تابعة للكتيبة 101 في لواء المظليين حتى بدأ توافد الآلاف من مواطني الدولة الى قرية البقيعة، لتقديم واجب العزاء والمشاركة في مراسم الجنازة الى جانب أبناء عائلة عباس العريقة والمعروفة لدى كافة الأوساط في الدولة، نظرا لما قدمته من عطاء مميز للطائفة وللمجتمع الإسرائيلي على كافة شرائحه ومؤسساته وللروابط والعلاقات المتينة التي تجمعها مع الكثيرين من القادة والوجهاء وأصحاب المناصب والسكان في البلاد من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب.

ولد المرحوم الرائد جمال عباس في التاريخ الموافق 29.11.1999 والتحق في صفوف جيس الدفاع في سلاح المشاة في شهر مارس من العام 2018، واستشهد وهو في سن ال 23 وقد أدرك الجميع للتو حجم الخسارة. لروحه السلام، الله يرحمه.

***المرحوم الكابتن وسيم محمود – بيت جن

الكابتن وسيم محمود البالغ من العمر 23 عامًا كان قائد سريّة في كتيبة الهندسة 601 واستُشهد في منطقة رفح يوم 15\6\2024 مع سبعة محاربين آخرين. وقد أقيمت مراسم تشييع جثمانه في قريته بيت جن بعد أن استُشهد مع سبعة محاربين آخرين جرّاء تفجير ناقلة جنود مدرّعة، وتمّت ترقيته إلى رتبة رائد.

وفور تلقّي خبر استشهاده خيّم الحزن والأسى على قرية بيت جن وعلى الطّائفة الدّرزيّة والدّولة عامّة، وقد عُرف وسيم بتواضعه وبصفاته الحميدة وبمسؤوليّته الكبيرة. كما وأعلن رئيس مجلس بيت جن المحلّيّ نزيه دبور جميع الاحتفالات الّتي كانت مقرّرة بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك.

وفي الكلمة التأبينية الّتي ألقاها الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة فضيلة الشّيخ موفّق طريف عدّد مناقب الفقيد وأشار إلى أنّ والد جدّه كان أوّل شهيد من قرية بيت جن قبل اثنين وسبعين عامًا.

وكان الرّئيس الرّوحي للطّائفة الدّرزيّة فضيلة الشّيخ موفّق طريف قد أصدر قبل ذلك بيانًا قال فيه إنّنا تلقّينا عشيّة عيد الأضحى الخبر الأليم بسقوط الكابتن وسيم محمود من بيت جن، مضيفًا أنّ الطّائفة الدّرزيّة تدفع مرّة أخرى ثمنًا باهظًا جدًّا، ثمنًا فوق قدرة التّحمّل في الحرب ومشيرًا إلى أنّ الكابتن وسيم ينضمّ إلى قائمة طويلة من الشّهداء الدّروز الّذين ضحّوا بحياتهم من أجل أمن الدّولة منذ اندلاع الحرب. ومضى الشّيخ طريف يقول إنّنا نكتشف مرّة أخرى أن الشّراكة والمساواة في تحمّل العبء هما في ساحة المعركة مشدِّدًا على أنّ مثل هذه المساواة يجب أن تطبَّق كذلك في الحياة اليوميّة غير أن الأمور ليست على هذا النّحو.

وأعلنت مؤسّسة بيت الشّهيد الدّرزيّ فور الإعلان عن خبر استشهاده

عن بالغ حزنها وعميق صدمتها وأسفها على رحيل الضّابط البطل وسيم الّذي عُرف ببسالته وشجاعته وحنكته القتالية.

وأعتبر عمّ الضّابط وسيم شريف غانم استشهاده بمأساة كبيرة مؤكِّداً أنّه كان مقاتلاً شجاعاً أحبّه الجميع حيث كان من المفترض أن يخضع لعمليّة جراحيّة بعد أن أصيب في ذراعه في بداية الحرب لكنه قرّر تأجيلها حتّى انتهاء الحرب ليعود الى جنوده في ساحة المعركة.

***المرحوم دانيال راشد – شفاعمرو

بعيون دامعة وبقلوب يعتصرها الحزن والأسى ودعت عائلة راشد في شفاعمرو والطائفة الدرزية الجندي دانيال معاد راشد الذي استشهد في التاريخ الموافق 07.10.2024، أول أيام حرب السيوف الحديدية. وقد استشهد الجندي دانيال في ناحل عوز حيث كان يخدم كجندي نظامي في وحدة غولاني.

وكان الجندي دانيال قد أصر دانيال على البقاء في ذلك اليوم (يوم السبت 07.10) في معسكره على الرغم من أنه أُذن له بالخروج، وقام بمحاربة الإرهابيين ببسالة فائقة حيث قتل أثناء إنقاذه لحياة الاخرين.

يشار الى أن الاتصال مع الجندي دانيال كان انقطع في ذلك المشؤوم، ولم تستطيع العائلة التواصل معه حيث رُجّح بانه قد يكون من بين المختطفين الى غزة، وحاول والداه طيلة الوقت جمع كل معلومة عنه الى أن أُعلن رسمياً عن مقتله.

رحمه الله واسكنه فسيح جناته والهم ذويه الصبر والسلوان.

***المرحوم عدي مالك حرب – بيت جن

فجعت قرية بيت جن في التاريخ الموافق 18.11.2023 بنبأ استشهاد ابنها الرقيب أول عدي مالك حرب ابن التاسعة عشرة ربيعاً والذي كان يخدم في صفوف وحدة الناحل في جيش الدفاع.

وقتل عدي في معركة في قطاع غزة برصاص قناص من حماس الإرهابية أثناء تأديته لمهامه في صفوف جيش الدفاع. عرف المرحوم الرقيب أول عدي حرب بأخلاقه الحميدة وبعطائه المميز للمجتمع وقد كان مرشداً متفوقاً ضمن حركة الشبيبة العاملة والمتعلمة وبرز في عمله التربوي التثقيفي وخدمته لمجتمعة.

انضم الرقيب أول بعد تجنده الى وحدة النخبة في الناحال وقد اختير كجندي متفوق في صفوف وحدته، وخطط للوصول الى أعلى الرتب في صفوف جيش الدفاع. حارب ببسالة فائقة وبشجاعة كبيرة حتى استشهاده، وقد شارك المئات في مراسم تشييع جثمانه التي جرت في قريته بيت جن. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

***المرحوم جواد عامر – حرفيش

في التاريخ الموافق 09.10.2023 وفي نفس الاشتباك الذي استشهد فيه المرحوم المقدم عليم سعد، أعلن أيضا عن استشهاد الرقيب أول الجندي جواد أكرم عامر، البلغ من العمر 23 عاما، من قرية حرفيش، التي خيم عليها الحزن الشديد والأسى فور نشر خبر استشهاده. وقد جرت مراسم تشييع جثمانه في قريته حرفيش بحضور المئات من أبناء القرية وخارجها.

واستشهد الرقيب أول جواد في اشتباك مع مخربين تسللوا من لبنان بالقرب من قرية عرب العرامشة، حيث منع هذا الاشتباك البطولي ارتكاب المخربين المتسللين لمجزرة في قرية عرب العرامشة وكيبوتس ادميت. وقد تمكنت قوات جيش الدفاع من قتل عدد من المخربين الذين اجتازوا الحدود باتجاه الأراضي الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية.

ستبقى ذكراه خالدة الى الأبد، رحمه الله.

***المرحوم سفيان خالد دغش – المغار

بمزيد من الحزن والأسى ودعت مدينة المغار في 02.01.2024 أحد أبنائها المميزين المرحوم الرقيب أول سفيان خالد دغش الذي استشهد في احدى المعارك في قطاع غزة، وقد كان يخدم في لواء الهندسة 601.

وفور الاعلان عن خبر استشهاده، بدأ الآلاف بالتوافد الى بيت العزاء في مدينة المغار لتقديم واجب العزاء والمشاركة في تشييع جثمانه، وخلال مراسم تشييع جثمانه قال فضيلة الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية: “أمام عظمة ورهبة الموت والقدر المحتوم، نقف اليوم صابرين خاشعين مسلّمين لله رب العالمين، مودعين المأسوف على شبابه طيب الأخلاق والسيرة وحسن الذكر والمعشر، الشاب الكريم سفيان خالد دغش، شاباً واعداً من خيرة شباب المغار والطائفة والدولة”.

الرقيب أول سفيان الذي لم يتجاوز الواحد وعشرين عاماً من العمر عُرف بأخلاقه الحميد وببسمته التي لم تفارق محياه وبطاقاته الإيجابية وبشجاعته وبتفانيه واخلاصه لعائلته وبلده وطائفته ودولته. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وأقرباءه ومعارفه الصبر والسلوان.

***المرحوم الرّقيب تامر نبيل عثمان – كفر ياسيف

بعيون دامعة وبقلوب يعتصرها الحزن الشّديد ودّعت قرية كفر ياسيف والطّائفة الدّرزيّة في التّاريخ الموافق 26.11.2024 جنديًّا من خيرة شبابها الرّقيب تامر عثمان، ابن 21 عامًا، الّذي كان مقاتلًا في كتيبة نحشون (90) التّابعة للواء كفير، وقد استُشهد الرّقيب تامر عثمان خلال اشتباك بين جباليا وبيت لاهيا، أثناء عمليّة مداهمة في المنطقة وكجزء من القوّة القتاليّة للواء كفير.

وعُرف الرّقيب تامر بحبّه للحياة وللجيش وبتفانيه وخدمته للمجتمع وبحسن سلوكه وأخلاقه السّامية، وفور الإعلان عن استشهاده نعاه الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة سماحة الشّيخ موفّق طريف، قائلاً: “الحزن يضرب قرية درزيّة أخرى ويحصد شابًّا من خيرة أبنائنا. المقاتل البطل تامر نبيل عثمان سقط في الحرب. لا توجد كلمات لوصف الحزن والألم على فقدان شابّ في بداية حياته”.

“وأضاف: الطّائفة الدّرزيّة تستمرّ في دفع أثمان باهظة في هذه الحرب القاسية. نخسر أفضل شبابنا. أشعر بالألم مع عائلة عثمان الّتي انضمّت قسرًا إلى عائلة الثّكل. لقد مللنا من وعود قادة الدّولة الّذين يدلون بتصريحات خلال لحظات الحزن والفقدان. انهضوا وافعلوا شيئًا، وأثبتوا للشّهداء أنّ تضحياتهم لم تذهب سدى. أبناء الطّائفة يجب أن يكونوا متساوين وشركاء، ليس فقط في حمل العبء والتّضحية، ولكن أيضًا في الحياة اليوميّة”.

وقال العقيد احتياط شادي عثمان، ابن عم الرّقيب تامر، “إنّ الحزن والأسى يخيّمان على العائلة الّتي تركها تامر وراءه وأنّه من الصّعب استيعاب ما حدث. لقد كان الرّقيب تامر شابًّا سعيدًا، متواضعًا وهادئًا، نشأ في عائلة محبّة وداعمة”.

وتطرّق العقيد احتياط شادي عثمان، الّذي أنهى خدمته الدّائمة، مؤخّرًا إلى حديث أجراه مع الرّقيب تامر قائلًا: “لقد درس هندسة الاتّصالات قبل التّجنيد، ثمّ التحق بوحدة الاتّصالات في يونيو 2023، لكنّه لم يكتفِ بذلك وأصرّ على أن يكون مقاتلًا. استشارني، وقلت له إنّ هناك دائمًا قيمة إضافيّة للمقاتل في جيش الدّفاع الإسرائيليّ، وكان يطمح للوصول إلى هناك للمشاركة في المعركة. ومن المحزن أنّنا فقدناه في وقت مبكّر جدًّا”.

الرّقيب تامر رحمه الله ترك وراءه والديه، نبيل ولينا وثلاثة أشقّاء وئام، هديل وميار أطال الله أعمارهم.

***المرحوم أنور سرحان – حرفيش

الجنديّ احتياط أنور سرحان استشهد بتاريخ 17\01\2024 في ختام نشاط عمليّاتي.

وُلد المرحوم الجنديّ احتياط أنور سرحان ابن قرية حرفيش، بتاريخ 29/03/1997 لوالديْه راضي وتمام سرحان، وقد كان الجنديّ أنور الابن الأصغر بين سبعة إخوة وأخوات في عائلة صاحبة قلب كبير.

درس في قريته وأنهى دراسته الثّانوية فيها، وبرز في صفوف عائلته وبين أصدقائه ومعارفه، حيث كان شخصاً مِعطاءً يهتمّ بالجميع، ويبذل كلّ ما في وسعه من أجل الآخرين. لم يعرف للتّذمّر معنى، كان بطلاً لا يخاف أبداً وعبّر عن آرائه بشجاعة وجرأة وتميزّت انتقاداته الشّخصيّة بالموضوعيّة واحترام الآخر.

لبّى المرحوم أنور كلّ مهمّة او نشاط او طلب او توجّه إليه على الفور دون أيّ تردّد، واعتنى بإخلاص تامّ بوالديه وعائلته وأصدقائه وحتّى بالأشخاص الّذين لم تربطه علاقة بهم، حيث لم يكتفِ أبدًا بما كان يقدّمه لهم بل كان يهتمّ دائمًا بمنح المزيد، دون انتظار أيّ المقابل. وخلال فترة دراسته الثّانويّة، عمل في مصلحة لعائلته مع إخوته بتفانٍ وإصرار. في العام 2015، انخرط المرحوم أنور كمحارب في صفوف جيش الدّفاع في لواء كفير، كتيبة شمشون، وقد برز كشخص محترف ذي قيم ومحبوب لدى الجميع. بعد إنهائه لخدمته العسكريّة، ثمّ التحق في وظيفة قائد ورديّة في قسم الأمن في مستشفى شعاري تسيديك حتّى العام 2022.

وبعد أن أكمل أنور إجراءات التّجنيد لوحدة نحشون، وفي 07\10\2023 تمّ استدعاؤه بأمر الطّوارئ رقم 8 الى الحرب في وحدته كمحارب في منطقة يهودا والسّامرة، وقد استُشهد الجنديّ احتياط أنور في ختام نشاط عمليّاتي ليليّ في التّاريخ الموافق 17\01\2024. وجرت مراسم تشييع جثمانه في قريته حرفيش. ورثاه قادته بالقول: “لقد كان أنور محارباً شجاعاً وبطلاً، حارب مع رفاقه على مدار الساعة ضد العدو، نفذ اعتقالات وقام بمواجهة وملاحقة الإرهابيين والقضاء عليهم بشجاعة مع رفاقه”.

ووُصف أنور بالجندي المتميز، المخلص، الاجتماعي والمسؤول، حيث كان يهتم برفاقه الذين اعتبرهم إخوة له، وبرز بحضوره وبثقته ومحبته. رحمه الله.

_____________

لتكن ذكراهم خالدة.

من مجلة “العمامة” الأعداد: 166، 167، 168.

بالاشتراك مع بيت الشهيد الدرزي.

مقالات ذات صلة:

الخير

قال أبو العلاء المعري: الخَيْرُ يَفْعَلُهُ الكَريمُ بِطَبْعِهِ   وَإذا اللَّئيمُ سَخا فَذاكَ تَكَلف عَلَيْكَ بِفِعْلِ الخَيْرِ لو لم يَكُنْ له