تم في مدينة شفاعمرو تنظيم احتفال تكريمي خاص من قبل وزارة الدفاع وبلدية شفاعمرو للشيخ فايز رعد، الذي أصيب أثناء خدمته العسكرية لكنه تحدى الإصابة والإعاقة وقام بعمل ما لا يستطيع الأصحاء فعله. جرى الاحتفال تحت رعاية فضيلة الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، ورئيس بلدية شفا عمرو عرسان ياسين، ومدير عام وزارة الدفاع، جنرال احتياط أودي آدم، ونائب المدير العام ورئيس قسم التأهيل العميد احتياط حيزي ماشيطا في الوزارة، والقاضي نعيم هنو، والقاضي زياد صالح والشيخ أبو أحمد يوسف أبو عبيد وغيرهم. فيما يلي كلمة فضيلة الشيخ موفق طريف في الاحتفال:
أيها الجمهور الكريم: يُعتبر هذا اليوم مميزا حيث نجتمع تكريما لصديقنا الشيخ فايز رعد، ابن الطائفة الدرزية والعائلة الكريمة ومدينة شفاعمرو وهم يقومون باستضافتنا.
إن قصة حياة الشيخ فايز، هي قدوة ونموذج لكل مواطن في دولة إسرائيل، فهو يمثّل في نظري الميزة الإسرائيلية التي يطمح في الوصول إليها، نحن أبناء الطائفة الدرزية، وليس فقط نحن، وإنما كافة مواطني الدولة الذين يشعرون أن الدولة هي بيتهم، وهي موطنهم، وهم مستعدون من أجلها أن يقدموا كل شيء. لا يوجد أحد تقريبا في الطائفة الدرزية لا يعرف الشيخ فايز، فاسمه قد تحوّل إلى رمز العطاء والتضحية، رمز الرغبة الصادقة والعزم اللامتناهي، رمز قداسة الحياة والإيمان العميق بالله سبحانه وتعالى، الذي يمكن الاتكال عليه والاعتماد عليه في كل وقت. الشيخ فايز هو النور الموجود في نهاية النفق عند الذين يعتقدون أن العالم قد خرب عند حدوث أي مصيبة أو أذى صعب، لكن من يتعمّق بسيرة وقصة الشيخ فايز يتعلم أنه حتى في أصعب الظروف والحالات، من الموقع الذي يبدو منه أن أي شيء لن يتغيّر، من هذه النقطة يمكن أن يتقدّم الإنسان، وأن يحقق هدفه في الحياة. لقد تعرفت على الشيخ فايز قبل عشرات السنين، كما قلتُ هو شخصية معروفة ومشهورة في الطائفة الدرزية، عرفته عن قرب، ولاحظت بسرعة خصاله المبنية على العطاء، ومساعدة الآخرين، ودعم المجتمع، وتقديم كل عون لمن هو بحاجة لذلك، وكل ذلك نابع عن إيمان عميق، وروح تطوع غير متناهٍ، والكل يرى أعماله من بين سكان مدينة شفا عمرو، ولدى أبناء الطائفة الدرزية وفي المجتمع العام. ولم يكتفِ الشيخ فايز بعطائه هو فقط، وإنما بثّ روح التطوع والعطاء لدى جميع معارفه، وجعل كثيرين يقتدون به، ويعملون معه في التطوع في المجتمع بدون أن يتأملوا الحصول على أي مقابل وإنما لوجه الله. وهنا أصرّح أن عطاءه لم يتوقف في بلادنا فحسب، وإنما امتد إلى إخواننا في سوريا.
إيها الجمهور الكريم: إن سيرة الشيخ فايز هي سيرة الطائفة الدرزية في دولة إسرائيل وعلاقتها الوثيقة بالدولة. فقد رأى الشيخ فايز أن الخدمة العسكرية في الجيش هي حق مُنح له، وبالرغم من أن إصابته القاسية أثناء الخدمة العسكرية غيّرت طريق حياته من الأساس، إلا أنه لم ييأس ولم يستسلم ولم يأسف، وإنما استمرّ وبنى لنفسه طريق حياة ملهم جدا، بالرغم من الإعاقات القاسية التي عانى منها. فلم يسمح للإصابات أن تحبط من عزيمته، وأصبحت معنوياته عالية، وزاد حبه للحياة وعزمه في التغلب على المشاكل. وذلك عن إيمان صادق حقيقي، وهذا ساعده أن يقوم بإداء رسالة اجتماعية فيها تحدٍّ، أصبحت مع الوقت قدوة ومثالا أمام الأخرين، حيث أوصلته هذه الرسالة مرة تلو الأخرى، لبلوغ قمم جديدة حيث رأى بنفسه رسولا ومندوبا عن الآخرين إذ كان يدافع عن حقوقهم، وهنا نشير إلى نشاطه المكثف من أجل مشوهي جيش الدفاع الإسرائيلي بصورة عامة، وأبناء الطائفة الدرزية بصورة خاصة خلال سنوات طويلة. وهنا نقول ونذكر للجميع، أنه هنا في مدينة شفا عمرو، وقبل حرب التحرير بسنوات، بدأت عملية ربط العلاقة بين الشعب اليهودي والطائفة الدرزية، هذه العلاقة توثقت وبُنيت على أسس راسخة، والشيخ فايز هو الشهادة الحيّة الناطقة لإثبات هذه العلاقة. وقبل النهاية أشكر وأحيي رجالات وزارة الدفاع على المبادرة لإجراء هذا اللقاء المؤثّر والخاص، الذي يقام هنا تكريما للشيخ فايز، وعن طريقه لجميع مشوهي الطائفة الدرزية. إن العلاقة بين الطائفة ووزارة الدفاع وجهاز الأمن كله، هي رمز للتعاون والأخوة بين أبناء الطائفة الدرزية وأخوتهم اليهود. أملنا أن تصل هذه العلاقة إلى جميع نواحي الحياة المدنية في الدولة، التي لم تصل حتى الآن لمرحلة منح المساواة لأبناء الطائفة.
وأخيرا إن نهضة وبعث وانطلاقة الشيخ فايز، لم تكن بالإمكان أن تكون، لولا المساعدة والدعم من قِبل العائلة والأهل، وفي مقدمتهم الشيخ أبو فايز هاني، ومنه استمد الشيخ فايز روح العطاء والتطوع، حيث غمروه بعد إصابته بالدعم والمساعدة ودفعوه لأن يصل لقمم جديدة مرة تلو الأخرى.
الحكم العشائري في جبل الدروز
يوجد الحكم العشائري حيث تستدعي الحاجة وجوده في بلاد خلت من الحكم النظامي كجبل حوران. ويظل هذا الحكم حسنا مقبولا