الموقع قيد التحديث!

 زيارة خطيب الأنبياء نبينا شعيب (ع) وأبعادها الرّوحيّة

بقلم السّيّد معين أبو عبيد
شفاعمرو

كلّما بدأتُ أنسج كلماتي، بمناسبة حلول زيارة خطيب الأنبياء الّنبيّ شعيب عليه السّلام، هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا، ومهما كانت العبارات رقيقة منتقاة ومتعمّقة، ورغم تجربتي الغنيّة وقدرتي على التّعبير، أعترف أنّها تقف عاجزة عن تكوين الجمل والعبارات. تصف الشّعور بالتّعالي والتّباهي، وتعطي الصّورة الشّاملة والحقيقيّة لهذه الأجواء واللّوحة التي يعجز حلّ رموزها وشفرتها أيّ فنّان أو شخصيّة مهما كانت مقدرته وبلاغته تبقى هزيلة منحنية كسنبلة القمح المثقلة.

في هذا المقام والموقف، فيض من مداد قلمي يدخلني في أسرار التّقوى، الدّفينة والإيمان، ومكنونات المعتقدات، وجذور التّوحيد الخالدة الّتي لا تعرف الحدود. كما في كلّ عام، وكما في كلّ مناسبة تتطرّق الأقلام لتكتب تقارير تعيد نفسها عن الزّيارة ومعانيها، وسرد قصّة النّبي شعيب (ع) منذ تناول الكتاب، والرّحالة وقصصها عنه، ووصف الأجواء وتبادل التّهاني والمعايدات، والخطابات الّتي تُلقى من قِبل شخصيّات اعتباريّة، دينيّة، سياسيّة ثقافيّة، وهي مجرّد عهود، ووعود  لا رصيد لها تبقى حبيسة مكاتب الحكومة الّتي تتهرّب من تقديم الدّعم  وحلّ مشاكلنا الّتي لا حصر لها، وللأسف الآخذة بالتّفاقم، وفي معظم مرافق الحياة على اختلافها، ويجب الكفّ عن التّغني والتّباهي بما يُسمّى حلف الدّمّ ،الّتي إن دلّت فإنما تدلّ على واقع نعيشه، والسّبب هو أنّنا اليوم وحدنا، نجد مطالبنا العادلة، والمشروعة، مبعثرة على طاولة  أرض الواقع.

ومن أجل الموضوعيّة والمهنيّة، أقول إنّ فضيلة الشّيخ موفّق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة المعروفيّة، أمدّ الله في عمره،  وأبقاه ذخرًا ومثالًا، الرّاعي الوفيّ لطائفته، مدرك جيّدًا لمشاكل طائفته وظروفها المختلفة، ويعمل جاهدًا على مدار السّاعة بكلّ الوسائل والإمكانياّت المتاحة من أجل كرامة الطّائفة، وحلّ وتقليص مشاكلها، وتعزيز مكانتها والحفاظ على كيانها وتراثها، ويحرص على تطوير المقامات والأماكن المقدّسة على مختلف المحافل المحليّة والدّوليّة، ولعلّنا لمسنا نقلة نوعيّة وبصمات واضحة وأكيدة ملموسة على أرض الواقع بشهادة القريب والدّاني والبعيد والقاصي. من على هذا المنبر، لا بدّ أن نتطرّق بهذه المناسبة لجوهر المناسبة، معانيها الدّينيّة والرّوحانيّة، الأخلاقيّة وضرورة التّمسُّك بها، والعمل بموجبها، وضرورة العمل معًا، قيادةً دينية، اجتماعيّة ثقافيّة، تربويّة نوّاب، ساسة، بنوايا سليمة من أجل وحدة الصّفّ، كلّ من موقعه وإمكانيّاته، وبكلّ الوسائل المتاحة، وكلّ ما يصبّ ويخدم ويعزّز مصلحة ورقيّ مكانتنا المعروفيّة، الّتي تستحقّ الأكثر لما لها من دور ومكانة، والتّرفُّع عن الصّغائر، والمآرب الشّخصيّة الضّيّقة، وتحديدًا في مثل هذه المناسبة الّتي تُعتبر فرصة لاجتياز امتحان. كلّنا دُعاة سلام، محبّة، وتسامح، ننبذ مظاهر التّعصُّب والعنف والتّمييز الطّائفيّ بأشكاله. نسأله تعالى، أن يعمّ السّلام الحقيقيّ والعادل كلّ بقاع المعمورة. زيارة مقبولة ولكافّة الطّوائف المحتفلة بأعيادها، أعاده عليكم بكلّ استقرار وسعادة.  

مقالات ذات صلة:

بذور التوحيد

الأهرام أقدم عجائب الدنيا وأخلدها، حاول علماء الآثار والفلك والهندسة والفنون حلّ بعض ألغازها، فوجدوا فيها بيت التنبؤات وأسرار المعرفة