الموقع قيد التحديث!

زاوية “العمامة” للصغار: من آداب التوحيد.. مُساعَدَةُ الضَّعيفِ

amama
بقلم زاوية “العمامة” للصغار

من آداب التوحيد.. مُساعَدَةُ الضَّعيفِ

كانَ مُعْظَمُ الدُّروزِ في السّابِقِ مُزارِعينَ، وَكانَتْ أهَمَُ زِراعَةٍ عِنْدَهُمْ الْحُبوبُ، وَكانَتْ كُلُّ عائِلَةٍ تَقومُ بِحَصادِ مَحْصولِها. وَكانَتْ هُناكَ عائلاتٌ أنْعَمَ اللُه عَلَيْها بِالأوْلادِ، فَكانَتْ تُنْجِزُ الْحَصادَ بِسُرْعَةٍ، وَكانَتْ بِالْمُقابِلِ عائلاتٌ قَليلةَ الأوْلادِ، أوْ أنَّ رَبَّ الْبَيْتِ ضَعيفٌ، فَتَتَأَخَّرُ. وَكانَ مِنْ عادَةِ الْفَلاّحينَ في كُلِّ الْقُرى، أنْ يَقومَ أوْلائِكَ الَّذينَ يُنْجِزونَ عَمَلَهُمْ باكِراً، بِمُساعَدَةِ إخْوانِهِمْ الَّذينَ تَأَخَّروا، كَيْ يُكْمِلَ الْجَميعُ حَصادَهُمْ في نَفْسِ الْوَقْتِ. كانَتْ هَذِهِ صورَةً مِنْ صُوَرِ مُساعَدَةِ الضَّعيفِ، وَخِلالَ وُجودِ الدُّروزِ، كانَ هَذا الْمَوْضوعُ في مُقَدَّمَةِ تَفْكيرِهِمْ، فَالإنْسانُ الْفَقيرُ أو الْعاجِزُ، يَحْظى دائِماً بِعِنايَةِ باقي السُّكّانِ وَاهْتِمامِهِمْ. وَفي أيّامِنا توجَدُ عائِلاتٌ مُحْتاجَةٌ، تَقومُ أوْساطٌ في الطّائِفَةِ، بِجَمْعِ التَّبَرُّعاتِ لَها، وَتَقْديمِ الْمٌؤَنِ وَالْحاجِياتِ في الأعْيادِ، وَعِنْدَ فَتْحِ الْمَدارِسِ، وَفي مُناسَباتٍ أُخْرى، كَيْ لا يَشْعُرَ هَؤُلاءُ بِأنَّ شَيْئاً يَنْقُصُهُمْ.

الْمُجْتَمَعُ الدُّرْزِيُّ يَدْعَمُ بَعْضُهُ بَعْضاً، وَالْقَوِيُّ يَكْفَلُ الْحِمايةَ لِلضَّعيفِ، وَالْقادِرُ يَدْعَمُ الْمُحْتاجَ، وَمِنَ الْمَفْروضِ عَلى كُلِّ إنْسانٍ، أنْ يَحْمِدَ رَبَّهُ عَلى النِّعْمَةِ الَّتي مَنَحَهُ إيّاها، وَفي نَفْسِ الْوَقْتِ عَلَيْهِ أنْ يُفَكِّرَ بِإخْوانِهِ الضُّعَفاءِ وَالْمُحْتاجيَن.

مقالات ذات صلة: