
كلمة فضيلة الشّيخ أبو محمد جواد وليّ الدّين الّتي ألقاها باسم الهيئة الرّوحيّة العليا للطّائفة الدّرزيّة في الاحتفال التّأبينيّ الّذي أقيم في مقام الأمير السّيّد (ق) في عبيه في لبنان في ذات اليوم والوقت الّذي شُيّع فيه المرحوم، فضيلة الشّيخ أمين طريف في بلده، جولس:
باسم الله الرحمن الرحيم
لن نقدر أن نفي الرّاحل الكبير حقّه بكلمة،
يا أيّتها النّفس المطمئنّة ارجعي إلى ربّك راضية مرضيّة، فادخلي في عبادي، وادخلي جنّتي صدق الله العظيم.
عَلم من أعلام الإيمان والتّوحيد، وركن من أركان طائفة المسلمين الموحِّدين الدّروز، وأب كريم عطوف، وقائد روحيّ واجتماعيّ كبير، واجه الأمور بحكمة وعقل، فافتقده الجبل ولبنان، كما افتقده الجليل والكرمل والجولان وكما يفتقده أهله وعارفوه في كلّ مكان، وبكت عليه القلوب والعيون الّتي كانت وما زالت تتبرّك باسمه الطّاهر وتستنشق عبير أنسه الزّاهر، الأمين الفاضل، والعالِم العامل، والزّاهد المجاهد، صاحب السّيرة المنيرة، شيخنا الجليل، ونبراسنا المضيء، وعلمنا الثّابت الّذي لا يغيب.
إنّ الهيئة الرّوحيّة لطائفة الموحِّدين الدّروز في لبنان الّتي آلمها المصاب الجلل، فقد الفاضل الجليل، الشّيخ أبي يوسف أمين طريف، تترحّم على روحه الطّاهرة، وصفاء جوهره، وتتذكّر مواقفه التّوحيديّة الموحِّدة، وحدبه الدّائم على بنيه وأهله وإخوانه، وعمله الخالص لخير قومه وأمّته، وتؤكِد الهيئة الرّوحية، بأنّ طائفته المسلمة الموحِّدة الّتي ساهمت في دعم وإعزاز القضيّة العربيّة والإسلاميّة ستبقى بعونه تعالى بقياداتها ورجالاتها، وأبنائها، في طليعة المناضلين والمجاهدين، في إعلاء كلمة الحقّ وترسيخ معاني الكرامة الوطنيّة أينما وُجدت.

وختاماً تتوجّه الهيئة الرّوحيّة والطّائفة الدّرزية في لبنان من المشايخ الأجلّاء ومن آل طريف الأفاضل، ومن الموحِّدين كافّة في الجليل والكرمل، وفي الجولان، وفي كلّ مكان، بأوفر التّعازي القلبيّة، والمشاعر الأخويّة، راجية من الله، عزّ وجلّ، أن ينفّعنا ببركات الشّيخ الفاضل، وأن يلهمنا الاقتداء بمسلكه، والاهتداء بهَدْيِهِ، وأن يوحّد قلوب إخوانه وأهله، ويوفّقهم إلى كلمة واحدة جامعة للحفاظ على ما خلّفه الرّاحل الكبير من تراث ومواقف وكرامات للاستمرار في نهجه الشّريف من أجل خير الأمّة وعزّة أبنائها، رحمات الله تعالى تتتالى على شيخنا الرّاحل الصّاعد في معراج الحقيقة، والسّالك بروحه سبيل الأصفياء الموحِّدين، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.