ودّعت قرية دالية الكرمل المرحوم أبو كارم محمد خليل حسون (1946 – 2018) الذي انتقل إلى رحمته تعالى في القرية، إثر مرض عضال استمرّ سنوات. حيث جرى لجنازته مأتم شامل، بحضور شيوخ وشباب القرية والمعارف والأصدقاء. وكان المرحوم قد وُلد في القرية، وتعلّم في مدرستها الابتدائية، وفي المدرسة الثانوية في حيفا، وبدأ حياته العملية موظفا في بتك العمال في دالية الكرمل، حيث اشتغل هناك عشرات السنوات، حتى تحوله للتقاعد. وكان من أبرز الموظفين في البنك، يذكره الجميع بمعاملته اللطيفة، واستقباله لرواد البنك بحرارة، وبشاشة وجه، واستعداد دائم لتقديم كل عون ومساعدة. كما تميّز بإتقانه لعمله، وجدارته، وتسهيله للمعاملات، هذا بالإضافة إلى حسن معاشرته، وحديثه الودود، ومحافظته على علاقات طيبة مع الجميع. وكان في نفس الوقت شاعرا شعبيا، أنعم الله عليه بملكة الحداء والشعر الشعبي، حيث برز في المناسبات والأعراس، وأدخل البهجة على نفوس أبناء القرية والزوار والمشاركين، بكلماته الرقيقة، وألفاظه اللائقة، ومدحه، واستقباله، وإحياء العرس في جو تراثي، ثقافي، بهيج، لائق، ومناسب. وقد أثنى عليه كل الذين عرفوه وتعاملوا معه، وحصل على الرحمات والابتهالات إلى الله أن يتغمده برعايته ورضوانه. وألقى الشيخ سميح ناطور، محرر مجلة “العمامة” وابن صف المرحوم، الكلمة التالية في مأتمه الحاشد:
” بسم الله الرحمن الرحيم
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
نذكرك يا أبا كارم، كأحد أولاد الصف،
الهادئين، الوادعين، العقلاء، الوقورين،
في صف، تخرج منه، عدد من عمالقة هذه القرية،
أذكر منهم المرحومين:
لطفي نصر الدين، ذياب زيدان،
سامي حلبي، نزيه خير وغيرهم، ممن رحلوا،
وما زال البعض منهم في أوج عطائه.
وكان هذا الصف، قمة
في القدرات الفكرية، والعقلية، والجسمانية،
في حين كنت انت خلال ثماني سنوات،
رمزا للتواضع، ودماثة الأخلاق، والمعاملة الطيبة.
وهكذا، انتقلت لتعمل في البنك،
في عهد، كانت البنوك، بمثابة الأخ الأكبر للمواطنين،
وكنت بعطائك، ووجهك البشوش، وارحابك،
خير عون للجميع، يخرجون من مكتبك،
بالرضى والشكر والتقدير.
وبعد ذلك، اخذت تهز الكرمل، بأشعارك في الأعراس،
التي كانت، قطعة شعبية مجيدة، من تراثنا.
وفوق كل ذلك،
كنت نعم الصديق، والرفيق، والأخ، والجار، والمواطن.
ومع أنك، تنتمي إلي أحد البيوت العريقة في القرية،
فقد كان أحد أجدادك، المختار الوجيه، احمد حسون
مؤسس دالية الكرمل الحديثة، بشوارعها الفسيحة، وعماراتها الأنيقة،
وكانت اخته الست كاملة، من اتقى من تدين في القرية،
وكان جدك خريج الأزهر،
لكنك، بقيت أنت على تواضعك، وهدوئك، ووقارك،
وكنت حامدا، شاكرا،
حتى في أصعب الحالات المرضية التي واجهتك…
لذلك، نفتقدك، ونذكرك، أيها الراحل المبجل،
ونشكرك على سنوات العطاء،
ونبتهل إلى الله، سبحانه وتعالى،
أن يتغمدك بوافر حنانه ورعايته،
وأن يديم الإخوة والأبناء،
وإنا لله وإنا إليه راجعون.