السّعادةُ لحظاتٌ من المشاعرِ الجميلةِ يعيشُها الإنسانُ بينَ الفينةِ والأخرى، ولفتراتٍ محدّدةٍ، حتّى تصدِمَنا ظروفٌ محبطةٌ، وقاسيةٌ تقف حاجزًا في وجه سعادتنا. فكيف يمكننا أن نكون سعداءَ ونحنُ في حالةِ حزنٍ ويأسٍ وإحباطٍ؟
بالطّبع يمكننا فعل ذلك! إذا تقبّلنا الأمورَ السّيّئةَ برحابةِ صدرٍ، نفتحُ لها الذّراعين، ونستقبلُها باحتواءٍ، نتعايشُ معها، لا نقاومُها، ونكون على يقينٍ أنّها فترةٌ آنيّةٌ وسوفَ تزولُ حتمًا. بهذه الطّريقةِ يمكنُنا التّغلّب على النّكساتِ؛ فنستدعي كلَّ ما يبعثُ السّعادةَ في النّفس؛ ونكون قد تعلّمنا درسًا أن لا شيءَ يدومُ على حالٍ، وأنّ النكساتِ جزءٌ لا يتجزّأ من كيانِنا ووجودِنا، وما علينا إلّا أن نعترفَ بها، ونعيشَها كفعلٍ عكسيٍّ لمفهومِ السّعادةِ! «والضّدُّ يظهرُ حسنَه الضّدُّ»! فلا طعمَ للسّعادةِ إذا لم نعرفِ الشّقاءَ، ولا طعمَ للفرحِ إذا لم نذقْ طعمَ التّرحِ! كلُّ حالةٍ مستقرّةٍ تبعثُ المللَ والضّجرَ في النّفسِ، فحتّى الجمالُ يُمَلُّ إذا لم ترَ العينُ القبحَ.
أعتقدُ أنّ السّعادةَ اختيارٌ وقرار وليست قدرًا! فمن يختارُ سعادةً مشروطةً بالحصولِ على المالِ أو الجاهِ أو المنصبِ أو الزّواجِ أو أيّ شيءٍ آخرَ، فلن يكونَ سعيدًا أبدًا! لأنّه لا يمكنك الحصولُ على كلّ شيءٍ تريدهُ في الحياة، فالنواقصُ حتميّةٌ، والكمالُ للهِ وحده! إذن حريٌّ بك أن تشعرَ بالسّعادةِ حتّى عندما تعيشُ ظروفًا قاسيةً وصعبة، وقل لنفسِكَ: إنّ الصّعبَ لا بدّ له أن يزولَ، فكوني يا نفسُ راضيةً مطمئنّةً وانتظري الأملَ! فدرسك مفادُهُ: لا تشترطِ السّعادةَ بأيّ شيءٍ… فقط كن سعيدًا!. v
صدور ديوان شعر بعنوان “نثريّات بين القلب والشّفتيْن” للشّاعرة آمال أبو فارس

صدر حديثًا للشّاعرة الكرمليّة آمال أبو فارس ديوان بعنوان “نثريّات بين القلب والشّفتيْن” نأتي بمقتطفات حول ما كتب عن هذا الدّيوان:
“صَدَرَ عَنْ دارِ الحَدِيثِ للإعلام وَالنَّشْرِ، لِلْكاتِبَةِ امال أَبُو فارس، كِتابُها الثّامِنُ، وَهُوَ عِبَارَةٌ عَنْ دِيوانِ شِعْرٍ نَثرِيٍّ، يَقَعُ فِي 128 صَفْحَةً مِنَ الحَجْمِ الكبِيرِ. صَمَّمتْ غِلافَهُ الفَنّانةُ مَلِكَةُ لالا، اعتمدت على لوحة للفنان إسعيد سرحان، وَكَتَب المُقدَّمةَ الأُسْتاذُ فَوْزات حَمْدان.
وَالْحَقِيقَةُ هِيَ أَنَّ هُناكَ تَوَاصُلًا بَيْنَ القَلْبِ وَالشِّفَتَيْنِ، وَذَلِكَ لَيْسَ بَعِيدًا عَنْها؛ إِذْ نَشَأَتْ فِي بَيْتٍ يُحِبُّ الفَنَّ وَيُمارسُهُ. وَسَطَ هَذَا الْجَوِّ، انْطَلَقَتْ، وَتَعَلَّقَتْ، وَضَرَبَتْ جُذُورَها عَمِيقًا فِي الأَرْضِ، وَتعلّقت بِالمكانِ الَّذِي تُحِبُّهُ…” الأديب هادي زاهر
“…لا أبالغ القول في أنّ المربّية الشّاعرة آمال قد وضعت بين أيدينا باقة ورود شعريّة ناصعة البياض فوّاحة العطر مميّزة. اختارت لإصدارها عنوان “نثريات” في شطره الأوّل رغم ثراء وغزارة قصائدها السّلسة الكامخة به والّتي تتناغم مع الفكر والإحساس بإيقاع منتظم حرّ التّعبير، موحّد القوافي إلى حدّ ما، مرن العبارات، ألفاظه واضحة ومعانيه عميقة الأبعاد. نصّها انسيابيّ متدفّق الأفكار، ثاقب النّظرة رمزيّ السّرد التّصويريّ، حرّ الموسيقى بين وزنٍ وقافية، إلى حرّيّة فكريّة تعبيريّة. وعلى ما يبدو لي أنّ تسمية النّثريات باتت من باب تواضع الشّاعرة ومن باب تسليط الضّوء على التّنويع في أساليب الشّعر الحديث المكنوز بإصدارها.
أمّا بشأن الشّطر الثّاني من تسمية الكتاب، بين القلب والشّفتيْن وبعد أن قرأت إصدارها بعمق، تبيّن لي أنّ الشّاعرة تجمع بين بُعديْن، بُعد ظاهريّ مرئيّ كالشّفاه، وبُعد باطنيّ مستور في خوالج القلوب. هذان البُعدان يتجسّدان في نثريّات الكاتبة الشّعريّة، كأرجوحة جامعة بين البُعديْن دونما أصوات الاحتكاك بين الرّابط ومربط الأرجوحة بهيكلها. فالقصائد تصف ظواهر اجتماعيّة قائمة ناقدة إيّاها إلّا أنّها سلسة، نقدها في طيّاته أحيانًا ظاهر جليّ وأحيانًا مستور خفيّ…” بقلم الدّكتور رضوان منصور
“…التقي لأوّل مرّة مع الشّاعرة (آمال أبو فارس) ونصوصِها الشّعريّةِ، فيعلو شِعرُها الفيّاضُ إلى أسلوبِ الرّشاقةِ والعمقِ في إخراج المادّةِ الشّعريّةِ، بعد مرحلةِ المرورِ بمصداقيّةٍ شعوريّةٍ جعلتها تحثُّ القارئَ الفعّالَ ليرميَ بمخيّلتِه إلى بُعدِ مراميها؛ فيجدُ واحةً من الأمواجِ تتكسَّرُ على شاطئ الوعدِ والغدِ الآخر، شاطئٍ يستحمُّ بشمسٍ تُمعِنُ في الشّروق ِوتأبى الغروبَ إلّا إذا كان مغيبُ الشّمسِ عنوانًا لميلادِ حياةٍ جديدةٍ، مع أملٍ وشروقٍ جديديْنِ…” بقلم الكاتب والمربي فوزات حمدان.